الندوة الوطنية حول “دور جامعات دلهي في إثراء اللغة العربية”

مجلة الجيل الجديد الصادرة في نيو دلهي

                 إعداد: أ. غياث الإسلام الصديقي الندوي*

مدينة دلهي مدينة الجامعات بجانب كونها العاصمة الهندية، فيها جامعة دلهي، والجامعة الملية الإسلامية، وجامعة جواهر لال نهرو، وجامعة إنديرا غاندي الوطنية المفتوحة، ولها علاقة وطيدة باللغة العربية. فعقد مجمع الفقه الإسلامي بـ”جوغاباي”، جامعة نغر، نيو دلهي، ندوةً علميةً وطنيةً بعنوان “دور جامعات دلهي في إثراء اللغة العربية”، يومي 26-27 ديسمبر عام 2020م، قدمت فيها اثنتان وثلاثون ورقة علمية في أربع جلسات أكاديمية، وحضرها عدد كبير من الأساتذة والباحثين والمثقفين من جامعات العاصمة الهندية، وأعضاء مجمع الفقه الإسلامي بنيو دلهي.

بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة تعريفية قدمها الدكتور صفدر زبير الندوي (مسؤول قسم الشؤون العلمية للمجمع) وألقى ضوءًا على إنجازات مجمع الفقه الإسلامي الذي أنشئ في عام 1988م لحل المشكلات الناجمة عن التغييرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتحقيق الموضوعات الفقهية في ضوء المقتضيات العصرية.

وعقب كلمة الدكتور صفدر زبير الندوي، قدمت على الشاشة كلمة رئيسة لفضيلة الشيخ خالد سيف الله الرحماني (الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي)، استعرض فيها واقع اللغة العربية في الهند وأهميتها ونشرها بجانب دور المدارس الدينية الأهلية جنبًا إلى جنب الجامعات الحكومية على اختلاف طرقها وأساليبها، كما استعرض الشيخ ندوات مختلفة عُقدت في مختلف المؤسسات التعليمية في دلهي لإبراز أهمية اللغة العربية.

ثم ألقى الدكتور مجيب أختر أحد أساتذة قسم اللغة العربية بجامعة دلهي، ومنسق هذه الندوة، كلمة استعرض فيها أقسام جامعات دلهي الخاصة باللغة العربية، وألقى ضوءًا على مقرراتها الدراسية، وجهود أساتذتها في تدريس اللغة العربية ونشرها، وخص بالذكر البروفيسور خورشيد أحمد فارق، والبروفيسور عبد الحليم الندوي، والدكتور محمد منور نينار وأمثالهم.
مجلة الجيل الجديد الصادرة في نيو دلهي

وألقى الأستاذ الدكتور عبد الماجد قاضي الندوي رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة الملية الإسلامية بنيو دلهي كلمة حافلة بالتوجيهات والإرشادات للطلاب والباحثين، وبيّن أهمية موضوع الندوة، وتحدث عن أهمية البحث العلمي ودور الجامعات الهندية في إثراء اللغة العربية.

بهذه المناسبة، خاطب الأستاذ الدكتور رضوان الرحمن رئيس مركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو بنيو دلهي، وأبرز جانبين مهمين للغة العربية في الجامعات الهندية أولهما تدريسها كلغة حية عالمية، وثانيهما اهتمام الأساتذة والباحثين بها عن طريق إعداد البحوث العلمية ونشر المؤلفات القيمة فيها.

وبالتالي، قدّم الأستاذ الدكتور نعيم الحسن الأثري رئيس قسم اللغة العربية بجامعة دلهي بنيو دلهي كلمته، واعتبر العام الجاري عام الأحداث والنوائب بسبب جائحة كورونا، إذ حرم المجتمع البشري من وجود كثير من كبار الأساتذة والشخصيات الفذة، حيث انتقلوا إلى رحمة الله تعالى بسبب هذه الجائحة، وخص بالذكر منهم الشيخ أمين العثماني رحمه الله رحمة واسعة (سكرتير مجمع الفقه الإسلامي) الذي توفي إثر إصابته بفيروس كورونا في شهر سبتمبر الأخير.

كما ألقى الأستاذ الدكتور محمد أيوب تاج الدين الندوي رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة الملية الإسلامية بنيو دلهي، سابقًا، ومدير المركز الثقافي العربي الهندي بالجامعة نفسها، كلمة الرئاسة للجلسة الافتتاحية، فصرح بأن اللغة العربية بعدما نزل القرآن الكريم فيها، أصبحت لغة عالمية، ولغة خالدة بسبب خلوده، وفضل اللغة العربية على اللغات الأخرى مثل فضل القمر على سائر النجوم. وقال الأستاذ: “أسهم العلماء الهنود في الموضوعات المختلفة في هذه اللغة، وكتبهم ما زالت موجودة، فدراسة الكتاب “نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر”، والكتاب “الثقافة الإسلامية في الهند” للعلامة عبد الحي الحسني، تدل على كلّ ذلك دلالة واضحة”.

انعقدت الجلسة الأكاديمية الأولى لهذه الندوة برئاسة الدكتور نسيم أختر الندوي أحد أساتذة قسم اللغة العربية وآدابها بالجامعة الملية الإسلامية بنيو دلهي، وأدارها الدكتور أصغر محمود الندوي، وقدمت في الجلسة ثمان مقالات وهي “دور جامعة دلهي في إثراء اللغة العربية” و”الجامعة الملية الإسلامية ودورها في إثراء اللغة العربية” و”مساهمة مركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو في البحوث والدراسات العربية” و”دور المركز الثقافي العربي الهندي في إثراء الثقافة العربية-الهندية” و”دور القسم العربي بالجامعة الملية الإسلامية في إثراء اللغة العربية وآدابها” و”كلية دلهي كأول مركز الدراسات العربية في شمال الهند ومالها من خدمات” و”الأستاذ السيد ضياء الحسن الندوي: مواهب وأفكار” و”دور المتخرجين في كلية ذاكر حسين-دلهي في مجال الدراسات العربية والإسلامية”.

وانعقدت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور محمد أكرم أحد أساتذة قسم اللغة العربية بجامعة دلهي، وأدارها الدكتور محمد قاسم عادل، وقدمت فيها سبع مقالات وهي “نفائس المخطوطات العربية في مكتبة ذاكرحسين بالجامعة الملية الإسلامية” و”الدورات بدوام جزئي في جامعة دلهي ودورها في تطوير اللغة العربية” و”اللغة والثقافة العربية في جامعة جواهر لال نهرو: آفاق ودراسات وتوسيع وتطوير” و”دراسة المقالات المقدمة في سلسلة المحاضرات التذكارية للبروفيسور خورشيد فارق بجامعة دلهي” و”البروفيسور نثار أحمد الفاروقي ومساهمته في اللغة العربية” و”البروفيسور محمد سليمان أشرف: حياته وأعماله الأدبية”.

وفي اليوم الثاني للندوة، انعقدت الجلسة الثالثة برئاسة الأستاذ الدكتور مجيب الرحمن الندوي، رئيس مركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو، سابقًا، وأدارها الدكتور صهيب عالم، وقدمت في الجلسة تسع مقالات وهي “شيف راي تشودهري وأعماله في اللغة العربية” و”المصادر العربية في مكتبة كلية ذاكر حسين-دلهي” و”البروفيسور ولي أختر الندوي في ضوء مؤلفاته القيمة” و”دور محمد بن يوسف السورتي في إثراء اللغة العربية بكونه مدرسا في الجامعة الملية الإسلامية” و”دور الفصول العربية المسائية بالجامعة الملية الإسلامية في إثراء اللغة العربية” و”دور مركز الدراسات العربية والإفريقية في الصحافة العربية” و”دور المركز الثقافي العربي الهندي بالجامعة الملية الإسلامية في ترويج اللغة العربية” و”قسم اللغة العربية بجامعة دلهي”  و”الأستاذ عبد الحق الأزهري ومساهمته في الترجمة العربية”.
مجلة الجيل الجديد الصادرة في نيو دلهي الهند

وبالتالي، عُقدت الجلسة الرابعة برئاسة الدكتور أورنك زيب الأعظمي أحد أساتذة قسم اللغة العربية وآدابها بالجامعة الملية الإسلامية، وأدارها الدكتور محمد أجمل القاسمي، وقدمت فيها ثمان مقالات ومنها: “السيد محمد اجتباء الندوي: حياته وخدماته العلمية والأدبية” و”الأستاذة الدكتورة فرحانه الصديقي: حياتها وخدماتها في مجال اللغة العربية” و”العلامة محمد بن يوسف السورتي شاعرًا” و”الأستاذ فيضان الله الفاروقي: حياته ومسيرته العلمية والأدبية” و”الأستاذة فرحانه الصديقي ومساهمتها في تطور الثقافة العربية بإشارة خاصة إلى كتابها: مساهمة المرأة في الأدب العربي” و”البروفيسور ولي أختر الندوي المعلم المثالي” و”الدكتور عبد الحليم الندوي وإنجازاته في ترويج اللغة العربية” و”كتاب حركة الترجمة في العصر العباسي: دراسة تحليلية”.
مجلة الجيل الجديد الصادرة في نيو دلهي الهند

ثم انعقدت الجلسة الختامية للندوة الوطنية برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الماجد قاضي الندوي. بدأت الجلسة بآي من القرآن الكريم تلاها محمد وسيم. ثم عبّر الدكتور أصغر محمود الندوي والدكتور محمد أجمل القاسمي والدكتور محفوظ الرحمن ومحمد نوشاد عالم النوري والدكتور محمد قاسم عادل عن انطباعاتهم تجاه الندوة، وقدّموا كلمة الشكر لمجمع الفقه الإسلامي على عقد الندوات والجلسات العلمية بمناسبات مختلفة، كما نوّهوا بخطوات علمية خطاها مجمع الفقه الإسلامي في خدمة اللغة العربية، وتحدثوا عن هذه الندوة التي أتاحت الفرصة للاستفادة من البحوث الجيدة والمقالات القيمة التي يطلع الحضور من خلالها على تراجم شخصيات هندية بارزة، ومساهماتها في تطور اللغة العربية في الهند.
مجلة الجيل الجديد الصادرة في نيو دلهي الهند

وفي نهاية المطاف، تقدم الأستاذ الدكتور عبد الماجد قاضي الندوي بكلمته الرئاسية، وعبّر عن خواطره. واعتبر الندوة ناجحة من جميع المعايير، وهنّأ المجمع بعقدها. واختتمت الندوة بعدما قدّم المفتي نادر القاسمي والدكتور مجيب أختر منسق الندوة جزيل الشكر والامتنان لجميع المشاركين فيها.

* باحث، جامعة دلهي، الهند.
تحميل التقرير