شرخ في جدار الزمن
قصة د. جميلة يوسف الوطني*
مدينةٌ، أسندتْ ظهرها على إحدى التلال، وغسلتْ قدميها على شاطئ البحر. تتلاعب بها النسائم، كما تتلاعب العصافير فوق أغصان الشجر. كما هي الحياة في البستان. لا تكتمل أناقته إلا باختلاف ألوان أزهاره؛ فيعكس جماله المُترع بالتنوّع؛ صنوفًا فيّاضة من المحبة. هناك حيث سقط الحب، واتخذ شاهدًا رخاميًّا فوق الأرض، ورضي أنْ يسكن المدافن.
في شرود أبديّ، أخذتْ تستحضرُ قصيدة عتيقة، خبأتها الأيّام في ردهات عقلها؛ لتدمغ الحروف، وهي تطرق مفاتيح الحاسوب المحمول. وبينما هي كذلك؛ سمعتْ صوتًا لا تعرف وجهته، انشدهت عدّة ثوانٍ، تتحرّى مصدره، إلا أنّ الصوت قد اختفى! فجال في ذهنها أنّه مجرد لمح خيال، رنَّ في خاطرها، في ظلّ هدوء المكان، وشرودها.
سكتت برهة، وقالت تخاطب نفسها:
– وحده الصمت قادر؛ على تحفيز الأصوات داخلنا.
ثم انكبّتْ على قصيدتها؛ لتستكملها. لكن الصوت انطلق مرة أخرى، بنبرة أعلى؛ من تلك الزاوية، المثيرة للهواجس!
فزّت من مكانها، وتساءلت مرة أخرى:
– أيعقل أن الصوت قادمٌ من خزانة ملابسي؟!
تسلّلتْ على رؤوس أصابعها، وكأنّها تسير فوق أعشاب من حديقة، أغلب ما فيها زهور. اقتربتْ من خزانة الملابس؛ حيث مصدر الصوت. لم تجد شيئًا، وظل الهدوء يبتلع حيرتها؛ حينها خجلتْ من نفسها، هامسة:
– ماذا دهاني؟! ما هذه التهيّؤات؟ ربّما إرهاق لَفَّني اليوم، أو إنها الإنفلونزا؛ تركتْ أثرها على حواسي بعد الشفاء منها. حَسنًا، سألجأ إلى حمام ماء بارد. لعلّ النشاط يعاود دبيبه في جسدي وفكري؛ استعدادًا للقاء صديقاتي.
لبرهة غرقتْ في تأمّلات خريفها العاتي. نسائم تتلاعب بخصلات شعرها، المحاط ببياض مخيف؛ كضوء آتٍ من قنديل، كأنّه يحاور زمانها ومكانها. أخذتْ تحدّق أكثر في قسمات وجهها؛ في محاولة لغسل ماض بعيد قريب؛ حتى وقع نظرها على فستان قديم، احتفظتْ به منذ أيام المراهقة، فالتفتتْ نحوه، وابتسمتْ له بعرض حدود الأرض، وبنبرة مترددة، قالت:
– يا للهول! أنتَ؟!
لكنه توقف عن الضجيج، الذي مزق السكون قبل قليل. نظرتْ إليه، ولم تمهله؛ كي يتحدث، أو يعاتب.
وبينما كانت تنتظر إجابته، أطبق الصّمت! تفحَّصته بعينين، غاصتْ بهما في تاريخ طويل، مضى كغيوم مُلبدة بالألم. تذكرتْ رحلتها -شبه اليوميّة- حين استأذنت أمها، مرتدية عباءتها السوداء، التي كانت تضعها على رأسها، والتي تغطي نصف شعرها العاري، وتنسدل للخلف حتى أخمص قدميها؛ إذْ مشت من بيت العائلة -في المنطقة القريبة من العاصمة- على الأقدام؛ لزيارة جدتها.
كاد الطريق؛ أنْ يلتهمها! عاد بها التفكير لسن مراهقتها؛ حيث تذكّرتْ زينب ملامح ذاك الطريق، وبعض محلات بيع الملابس، وأشرطة الموسيقى الصاخبة.
غاصتْ زينب في ذكريات الفستان طويلاً. تعيد رسم ملامح ذاك الشابّ، الذي اشترتْ منه شريطًا. كان فارع الطول، وسيمًا يشبه نسمات شهر مارس. ظلت تتردد بعد ذلك على المحلّ؛ لشراء أشرطة العندليب؛ فانغرست جذور الودّ ما بين زينب وصاحب المحلّ، والذي كان من عائلة مترفة.
في يومٍ ربيعي مميّز؛ افترشت فيه الأزهار أرصفة الشوارع، ورقصت العصافير مع أغصانها حديثة الولادة. أدار موسيقى عيد الميلاد؛ إهداءً لها، في يوم ميلادها السابع عشر. وقد اشترى لها هدية عبارة عن فستان سماوي اللّون، تتراقص فيه ورود زهريّة، بلون شفتيها، اللتين وهبهما مساحة للابتسامة العريضة، بقلب دافق بالفرح.
تذكرتْ المرة الأولى؛ حين لبست فستانها، متباهية به أمام المرآة، وهي ما زالت في سن المراهقة. قلّبته بين يديها بشدة، كما لو كانت المرة الأولى التي تراه. وأمام المرآة؛ وضعته على جسمها، قائلة لنفسها:
– على الرغم من اختلاف الوزن؛ فإنه من الغريب؛ أن الماضي لم يختلف كثيرًا. بقي -هنا- على سطح ذاكرتي. طفح حتى فاض في هذه اللحظة. تؤشّر بسبباتها على جانب رأسها. حلّ بي الماضي، بكل تفاصيله، وأصبح في تلك اللحظة؛ هو الحاضر، حين عاد بي إلى الفستان، والشريط الجديد، والروح التي كان ملؤها الفرح والتفاؤل.
غاصت أكثر، مع حكايا الماضي، بشرود بعيد الخيال؛ حينما همس لها حبيبها:
– هاتي خصرك نرقص.
– نرقص! لا أُجيد الرقص!
– في الخيال؛ ستجيدين الرقص. ارقصي.
– بربكَ! أَتأمرني أنْ أرقص؟!
رقصتْ في وقت آخر، عاشته مع حبيبها. شعرتْ بحرارة في جسدها، وبارتعاشة أنعشتها، على وقع موسيقى العندليب. كانت تسير نحو (حمد). تستنشق أريج وجوده، قبل عطره. وقال لها:
– أنت أجمل إناث الكون؛ لأنك أنت؛ أنت. يا زينب.
ابتسمت فرحة، وسألته:
– أحقًا تراني كذلك!
– وهل تشكّيْن في ذلك؟!
لم ترد. نظرت إلى الأرض، واحمرّت وجنتاها؛ خجلاً.
سألها حمد: وكيف تراني عيناك الناعستان يا زينب؟
– تراك وسيمًا للغاية. وسامتك تفوق الوصف!
لم تسعهما الدنيا؛ فرحًا. غنّيا معًا أغنية لعبدالحليم، كانا يحبّانها.
أطلّت طلة سريعة بعينيها، اللتين كانتا بمحاذاة الفستان، تحدّثه:
– أتدري؟ لا أعرف لماذا أحتفظ بك للآن؟
ضمّت الفستان لصدرها. قبلته، وشمّته؛ فاندهشت حين فاح العطر لأنفها، وكأنّها لم تبرد بعد! تضوّعت أريجه. وكان قد أهداها العطر حبيبها حمد. أخذت تناجي الفستان:
– أما زال العطر متغلغلاً بين زهورك؟ وقد ازداد عبقًا في هذه اللحظة. كيف؟!
في لحظة، وكأنّها تسمع صوت غناء عبد الحليم. ضمّت الفستان إلى جسمها أكثر، وبدأت تراقصه، وكأن حمدًا يُطوّق خصرها. اغرورقتْ عيناها بالدموع وانسابت بسخاء. لم تتوقف عن الرقص؛ حتى تعبتْ، وجلستْ على طرف فراشها.
لم يمض يومان حتى أخذتها أمواج الذاكرة للحظة شراء الفستان، والمناسبة، والشارع المكتظ الذي أصبح هادئًا لصخب الموسيقى، لذكرى ساحل البحر في ذلك اليوم!
بعد هذا اليوم، أدارتْ وجهها، وكان محلّ الصوتيات مغلقًا؛ فأصابها الفضول، والقلق، والاستغراب! سألتْ صاحب محل الملابس، الذي اشتريا منه الفستان:
– لِمَ محلّ الصوتيات مغلق؟
لمْ تحصل على إجابة شافية. أصابها الذهول والخوف معًا. ظلّت تصارعها الحيرة، وانتابها القلق لأسابيع، ظل فيها المحل مقفلاً.
بعد أكثر من شهرين؛ فتح المحل أبوابه، وركضتْ لاهثة تبحث عن إجابات، وتعبّر عن آهات شوق، وحرقات لوعة. تذكّرتْ اللقاء الأخير، وما دار بينهما من حديث؛ إذ كان حمد متوترًا، بعد أنّ فتح موضوع خطبتهما، وطلبَ مقابلتها بعيدًا عن أعين الناس، على ساحل البحر، وكانت قد ارتدت فستانها إيّاه وعباءتها. شقت عباب الطريق. التقته بابتسامة، بلون الفرح والاشتياق. حاول حمد أن يتصنع الهدوء في كلامه، وهو يقتات من ألم الحسرة. أخذ نفسًا عميقًا؛ ليخبرها برفض عائلته فكرة خطبتهما؛ نتيجةً الفارق الطبقي بين الأسرتين!
همهمتْ:
صحيح أن النقاش كان محتدمًا ومتوترًا. لكنه ما إن يراني؛ سينسى الضيق والزعل. دخلتْ مسرعة للمحلّ، وهي مبتسمة. تفاجأتْ برجل آخر غير حمد. وقفت مشدوهة! وتشجعتْ بعد السلام، وسألتْ:
– كان هنا شخص آخر.
– حسنًا.. هل يمكنني مساعدتك؟
– اسمه حمد، ويدير المحل؟
– نعم. للأسف؛ غير موجود؟
– متى سيرجع؟
– لن يعود!
– كيف لن يعود!؟ أقصد لماذا؟
– لأنه ترك البلد؛ باحثًا عن مكان أفضل؛ ليكون فيه سعيدًا.
– هكذا إذًا!
– من فضلك أنهي أسئلتكِ!
شكرَتهُ، وأدارتْ وجهها للباب. وقفت -برهة-لتستوعب كيف غادر القلب الهزيل، دون وداعها!؟ قد يكون وجد ضاّلته في أحد القصور، دون الحاجة للمدافن الفقيرة. فتاة أفضل منّي، تناسب مستواه المادي، ومقبولة من قبل أهله.
بدأ الوقت يداهمها، لكن حديث الفستان، وتاريخه نزعَ كلّ وقتها. سرقتْ نظرة إليه -مرّة أخرى- وهو مُلقى أمامها. لم تستطع وقف دوّامة التفكير؛ فرجعت للقائها حمد على ساحل البحر، في ذلك اليوم المضطرب. استمرّت أحداث سنة كاملة، تدور وتختلج في نفسها، حتى صارحته بعقلانيّة -هي الأخرى- حين رفض أهلها فكرة خطبتها؛ لسبب آخر، وقالتْ بحسم:
– علينا أن نكون أكثر واقعيّة!
– واقعيّة! ماذا تقصدين؟
– أنْ تستمر علاقتنا، ولكنْ كصديقين، نلتقي كما كنا في المحلّ لا مكان غيره.
– ماذا؟ صديقين!
– نعم. ليس بيدنا القرار. أسرتانا والمجتمع يقفون -جميعًا- ضدنا.
أفرغت كلماتها، والألم يعتصرها في ذلك اللقاء؛ فهي تعلم تمامًا أنه لا يمكنها أن تكون له مجرد صديقة، بعد أن كانت الحبيبة! تُواصل استرجاع ذكرياتها. عادت -بعد أيام- لمحل الموسيقى. هذه المرة دون تردد، ووجهًا لوجه مع الرجل الآخر، الذي يدير المحل، وبينما أحداث ذلك اليوم؛ تحتدمُ في رأسها، بعد أن ألقت التحيّة؛ استجمعت قواها، وقالت:
– أتذكرني؟ لقد أتيت -هنا-قبل عدة أيام!
– أتذكرك. تفضلي.
– أتوقع أنكَ الأخ الأكبر لحمد.
– أنا أخوه عبد الله.
– تشرّفتُ. أَمِنَ الممكن؛ أن تخبرني ماذا حصل؟
– عن ماذا أخبرك؟
– عن حمد!
– لا شيء. لا شيء.
– أعرّفك بنفسي. أنا زينب. أتوقّع أنّ حمدًا كلّمك عنّي.
– نعم. نعم.
– أين هو؟
– حمد سافر!
– إلى أين سافر؟
– لقد سافر إلى الله، دون أُذونات وداع، وأنتِ مَن كان السبب!
بحزمٍ طلب منها أن تغادر المحلّ حالاً، قائلاً:
– أتمنّى ألاّ أراك بعد اليوم هنا.
ازدرقتْ ريقها بصعوبة، وافترش الدّمع مقلتيها، وتوقّفت لغة الكلام من بين مبسمها، وتسمّرت كتمثال جامد، بعد أنْ أصيبتْ بالوجوم؟!
– أتوقع سمعتي ما قلتُ؟
لم تنبس ببنت شفة، وقد ذهبتْ بلا عنوان، تشيع مثواها الأخير، بقطرات الدّمع المنهمرة!
بغصّة أليمة؛ خرجتْ خائبة، تقطع الشارع دون وعي. تذرف دمعها مبتلعة بكاءها، وتهمهم:
– لماذا لم يخبرني بما سيفعله؟ ولماذا لم يودعني؟ لماذا هذا الظلم يا الله؟!
الدموع التي ذرفتها في الماضي؛ أرجعتها لحاضرها، وسرقت نظرة أخرى باتجاه الفستان تحدّثه:
– أما زلتَ مستلقيًا هنا على فراشي؟ غادرني أرجوك؛ كما غادرني حمد. اخرجْ من هنا. (وجهت سبابتها إلى قلبها). هل تسمعني؟ أم أعيدك لمكانك في الخزانة؛ لأنساك، وتختنق بين بقية الفساتين، ولتموت كما يموت الميتون.
أرهقها التفكير، وخُيّل لها أنّ وجه الفستان تغيّر، وبدأت دموعها تتساقط عليه، وكأنها سمعت للتّوّ؛ خبر انتحار حبيبها. استمرّت تقطع الشارع نفسه، ولا تتجرّأ على المرور بالقرب من محلّ التسجيلات؛ حيث أخذت تشتري أشرطة معشوقها العندليبي، من محلّ ثانٍ، في الجانب الآخر، على أمل أن يراها حمد، ولو كان من سابع سماء؛ فهي -حتى الآن- لا تصدق خبر وفاته، أو انتحاره!
تُنتزع السعادة من تحت أقدامنا، ونحن على أعتاب الحياة الأولى! فهل يسقط الماضي بمجرد غياب شخص عن الزمان والمكان؟ هل تنتهي التجربة، وتضيع قداسة الحب؛ لاختلاف المذاهب، والأديان، والطبقات الاجتماعية، والتفكير الإنساني؟ تمتمت مُسائلة نفسها.
استلقت زينب -مرّة أخرى- على فراشها، إلى جانب الفستان، ودارت بوجهها إليه، وهي تنتحب، وسألته بشفتين جافتين مرتعشتين:
– أليس الحب؛ هو دين الله، وشريعته، وغاية الدين هو الإنسان؟ ماذا لو استطعنا أنا وحمد؛ أنْ نقوم بانقلاب بسيط على العقلية المتحجرة؛ لكي نحافظ على الحقوق، والخير للمجتمع، ولنتحرّر من التطبيق الصُّوري، والتفسير السطحي لبعض الاعتقادات، علّنا نخرج من الثّقب الأسود؟
طال حديثها مع الفستان؛ كما لو كانت تشتكيه مُرّ أيامها، وتناقضات واقعها الأليم. سرحت معه، تناجيه حول أضداد الحياة؛ فهذا الفلاح يزرع حبات قلبه، ويسقيها دموعه، لكنه لا يجني غير الأشواك، المحبوكة على صليب أتعابه!
تنتقل أجسادنا، وتمرّ بنا ساخرة أمام أمم الأرض؛ الأمم التي تنظر إلينا ضاحكة، ونحن نسير بقيود لا تنفكّ. ماذا عساني أقول غير أننا شعوب لا تنقرض تمامًا، ولا تحيا كما ينبغي! ينبثق البرق من سحابة واحدة! ومن شرارة واحدة؛ يشتعل القش اليابس. الصاعقة تنير خلايا الأودية، وقمم الجبال، كما أنها -في الوقت نفسه- تحرق السهول والتلال أيضًا!
فرّقوا -بخبثهم- بين العشيرة والعشيرة؛ لحفظ عروشهم، وباحتيالهم؛ شجعوا مذهبًا ما؛ على ذبح مذهب آخر؛ حتى تطمئن قلوبهم وتقرّ أموالهم! وهذا الأخ يصرع أخاه، على صدر أمه! والجار يتوعد جاره، وإنْ كان على قبر الحبيبة!
*هي أديبة من البحرين. إنها درست القانون وتخصصت فيه حيث حصلت على درجة الدكتوراه في القانون. وهي تشغل حاليا منصب الأستاذ المشارك “بدوام جزئي” لمادة القانون وحقوق الإنالبحرينتَعْبَهملتقى القصة القصيرة في البحرين سان في جامعات خاصة في البحرين. بدأت كتابة الشعر والقصص القصيرة، والنصوص النثرية منذ بواكير الحياة. وهي عضو عامل بأسرة الأدباء والكتاب البحرينية، وعضو بملتقى القصة القصيرة في البحرين وعضو بمركز عبد الرحمن كانو الثقافي، وعضو بجمعية نهضة فتاة البحرين النسائية وغيرها. نشر لها العديد من المواضيع الأدبية والثقافية في الصحف والمجلات داخل وخارج البحرين. كما نشر لها العديد من القصائد والنصوص الأدبية النثرية على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصحف البحرينية. ونشر لها أيضًا مختلف المواضيع القانونية منها والأدبية والثقافية في عدة صحف ومجلات محلية وخليجية وعربية. حازت على العديد من شهادات التقدير من مختلف الجهات والمؤسسات الثقافية لحضورها ومشاركتها القانونية والأدبية والثقافية المختلفة. ولها العديد من الإصدارات الأدبية، منها: ديوان شِعر “بهذا الوهج أحيا”، وكتاب سيرة تحت عنوان “تَعْبَه”، وقصص “ضفاف الحنين”، وديوان شِعر “وسقط القناع عن القناع”