عقد المؤتمر الدولي في جامعة جواهر لال نهرو

عقد المؤتمر الدولي في جامعة جواهر لال نهرو

عقد مركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي، الهند، مؤتمرا دولياً ليومين بعنوان ” اللغة العربية في القرن الحادي والعشرين: تحديات وحلول” وذلك في الفترة ما بين 27-28 من شهر مارس عام 2018م، بتعاون مع المجلس الوطني لترويج اللغة الأردوية، واتحاد أساتذة وعلماء اللغة العربية لعموم الهند. وشارك فيه الأساتذة والأكاديميون والباحثون والباحثات ببحوثهم القيمة من داخل الهند وخارجها.

وركّز هذا المؤتمر أساسيا على كيفية الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات والوسائل الحديثة في تعليم اللغة العربية وتعلمها، وذلك نظرا إلى مقتضيات العصر الذي أدت فيه التقنيات الحديثة إلى تغييرات بارزة في مجال تعليم اللغة العربية وتعلمها، حتى يتفق الجميع تقريبا على أن استخدام الوسائل المتطورة والتقنيات الحديثة من البرامج والأشرطة المُبَرمجة والمؤتمرات الرقمية، والمؤتمرات الصوتية ومؤتمرات الفيديو واللوح الأبيض وبرامج القمر الصناعي وبرامج المحادثة والبريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات النقاش ونقل الملفات والفيديو التفاعلي وغيرها  …في مجال التعليم، يجعل التعليم أكثر مُتعة وتشويقاً بالنسبة للدارسين. كما أثبتت البحوث أن الدارسين يتعلمون أكثر إذا  اُستخدمت الوسائلُ المتطورةُ في مجال التعليم، حتى يُقال إن وسائل التعليم الحديثة أصبحت جزءً لا يتجزأ من طرق التدريس في الوقت الحاضر.

الجلسة الافتتاحية:

عُقدت الجلسة الافتتاحية برئاسة أ.د. مجيب الرحمن، رئيس مركز الدراسات العربية والإفريقية سابقاً، بجامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي. وشرف الملحق الثقافي السعودي لدى الهند حضرة صاحب السعادة الدكتور عبد الله صالح الشتوي بقدومه الميمون كضيف رئيسي، هذا المؤتمر الدولي. والمستشار الثقافي لجمهورية مصر العربية لدى الهند صاحب السعادة الدكتور محمد شكر ندا كان ضيف الشرف لهذه الجلسة المباركة. بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة ترحيبية للأستاذ رضوان الرحمن، رئيس مركز الدراسات العربية والإفريقية رحّب فيها بضيوف المؤتمر والأساتذة والأكاديميين والباحثين والمشاركين، و أفسح المجال للدكتور عبد الله صالح الشتوي لتقديم كلمته التي عبّر فيها عن سعادته بهذه المناسبة وتقدم بالشكر الجزيل لمركز الدراسات العربية والإفريقية على تنظيم هذا المؤتمر الدولي حول موضوع مهم تماشيا مع مقتضيات العصر،  وقال إن اللغة العربية قد أصبحت لغةً عالميةً، وتزداد شعبيتها يوما بعد يوم في جميع أنحاء العالم. وفي حديثه عن أهمية هذا المؤتمر، أشاد الدكتور الشتوي بما يقوم به العلماء الهنود من دور ملموس في مجال اللغة العربية وآدابها. وقدّم محمد محبوب عالم تعريفاً موجزاً عن المؤتمر، وسلّط ضوءً مستفيضاً على أهدافه وخصائصه. وألقى المستشار الثقافي لجمهورية مصر العربية لدى الهند صاحب السعادة د. محمد شكر ندا كلمة ذكر فيها العلاقات القديمة القائمة بين الهند ومصر بالقول إن اللغة العربية لا تزال تتطور في بلاد الهند، حيث أصبحت الهند مركزا هاما للغة الضاد.

وبالمناسبة، تم تدشين مجلة “الجيل الجديد” الصادرة عن مركز الدراسات العربية والإفريقية. وهي مجلة أكاديمية علمية محكمة يشرف عليها كادر من الأكاديميين من مختلف الجامعات حول العالم، وتنشر البحوث المبتكرة والدراسات ذات القيمة المتخصصة والمعنية باللغة والأدب والثقافة.

قدم الأستاذ مجيب الرحمن كلمة رئاسية تحدث فيها عن أهمية موضوع المؤتمر بالقول إن موضوع المؤتمر مهم وشيق للغاية، وتُعقد ندوات ومؤتمرات كثيرة في جميع أنحاء العالم حول هذا الموضوع إلا أن هذا المؤتمر يهدف إلى لفت الانتباه إلى ضرورة استخدام التقنيات الجديدة في مجال تدريس اللغة العربية. وكانت كلمته زاخرة بمعلومات غزيرة وتوجيهات مفيدة خاصة لدارسي اللغة العربية.

وفي ختام الجلسة، تقدّم الدكتور محمد قطب الدين بكلمة الشكر والامتنان لجميع الضيوف والأساتذة والباحثين والباحثات والحضور الكرام.

:جلسات البحوث

   بعد الجلسة الافتتاحية، عُقدت ثماني جلسات متوازية للبحوث والمقالات خلال اليومين، قدّمت من خلالها حوالي خمسين مقالة من قبل المندوبين من داخل البلاد وخارجها، مثل الهند، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، ودولة قطر، وإيران، والجزائر، والأردن. وتجدر الإشارة إلى أن بعض المشاركين من خارج الهند لم يتمكنوا من حضور المؤتمر جسديا لأسباب إلا أنهم قدّموا أوراقهم عن طريق مؤتمر الفيديو. وكانت تدور معظم المقالات حول جوانب مختلفة من استخدام وسائل تكنولوجيا المعلومات في تعليم اللغة العربية وتعلمها، بينما تناولت بعضها المحاور الأخرى من المؤتمر مثل جهود المملكة العربية السعودية في ترويج الدراسات العربية ونشر الثقافة الإسلامية عالمياً، ومبادرات “مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية لغير الناطقين بها، بالإضافة إلى خصوصيات الترجمة الأدبية من العربية وإليها وصعوباتها، و تأثير الربيع العربي في الأدب العربي.

ترأس هذه الجلسات العديد من الأكاديميين الكبار من أمثال أ.د. نورة علي خليل، الأستاذة بجامعة الإمارات العربية المتحدة (الإمارات)، وأ.د. عارف بن شجعان العصيمي، الأستاذ بجامعة أم القرى (السعودية)،  وأ.د. حبيب الله خان، رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة الملية الإسلامية،  وأ.د. محمد قطب الدين، الأستاذ بمركز الدراسات العربية والإفريقية، وأ.د. عبيد الرحمن الطيب، وأ.د. خورشيد الإمام، وأ.د. قمر شعبان الندوي، الأستاذ بجامعة بنارس الهندوسية، وأ.د. نعيم الحسن الأثري، الأستاذ بجامعة دلهي، وألقى كل منهم كلمات الرئاسة في ختام الجلسة وأشادوا بأهداف المؤتمر ومحاوره. كما حضوا الباحثين على العناية ببحوثهم عناية فائقة وبذل قصارى جهودهم في دقة أبحاثهم.

الجلسة الختامية:

في الجلسة الختامية، عبّر بعض المشاركين الذين حضروا من جامعات مختلفة من داخل الهند وخارجها عن انطباعاتهم ومدى تأثرهم بأهداف المؤتمر والبحوث المقدمة فيه، وتوجهوا بالشكر والتقدير إلى مركز الدراسات العربية والإفريقية على ما بذله من جهود كبيرة في التنظيم والترتيب من أجل عقد هذا المؤتمر، كما شكروا اللجنة العاملة في المؤتمر على حسن الإعداد وجودة التنظيم وروعة الاستقبال والضيافة.

كلمة الشكر:

أخيرا، أعرب الأستاذ رضوان الرحمن، رئيس المؤتمر عن السعادة التي غمرته، والبهجة التي تملكته على النجاح الباهر الذي حقّقه هذا المؤتمر، وعلى الأمل والتفاؤل الذي أثاره المؤتمر في نفوس الباحثين والدارسين، ولفت انتباه الباحثين إلى التركيز على الدقة العلمية والقراءة الواسعة، والتواصل مع الباحثين والكتاب في العالم العربي. وتقدم بتوجيه أسمى معاني الشكر والامتنان إلى الضيوف الأفاضل والمشاركين والمشاركات بأوراق البحث القيمة والحضور الكرام.