إعداد: هدى كاظمي*
نظّم مركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي، الهند، مؤتمرا دوليا ليومين بعنوان “اللغة العربية في القرن الحادي والعشرين: تحديات وحلول” بتعاون من المجلس الوطني لترويج اللغة الأردية التابع لوزارة تنمية الموارد البشرية للحكومة الهندية، وذلك خلال الفترة ما بين 12-13 من مارس، عام 2019م، شارك فيه عدد كبير من الأكاديميين المتخصصين والأساتذة البارعين والباحثين والباحثات من داخل الهند وخارجها، وعلى رأسها: جامعة الإمارات العربية المتحدة بالإمارات، وجامعة بنها بجمهورية مصر العربية، وجامعة جواهر لال نهرو وجامعة دلهي والجامعة الملية الإسلامية بنيو دلهي، وجامعة علي جراه الإسلامية، وجامعة مولانا آزاد الوطنية الأردية وجامعة الإنجليزية واللغات الأجنبية بحيدرآباد، وجامعة كيرالا، وجامعة بنارس الهندوسية فارانسي، حيث تم تقديم حوالي ستين ورقة علمية مبتكرة عالجت موضوع اللغة العربية بين الماضي والحاضر والمستقبل بجوانبها العديدة الخاصة بالقرن الحادي والعشرين. وتجدر الإشارة إلى أن مركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو، لا يحتاج إلى تعريف بحكم نشاطاته العلمية والأدبية والثقافية ودوره الفعّال في مجال خدمة اللغة العربية وآدابها. كما قد نفّذ مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية دورةً تدريبيةً بعنوان: “مهارات البحث اللغوي البلاغي والنقدي” بمشاركة الملحقية الثقافية السعودية لدى نيو دلهي ومركز الدراسات العربية والإفريقية، خلال الفترة ما بين 4-7 من شهر مارس عام 2019م
الجلسة الافتتاحية: استهلت فعاليات المؤتمر بكلمة افتتاحية ألقاها أ. د. رضوان الرحمن (مدير المؤتمر) فرحّب فيها بالضيوف الكرام من أمثال د. شريفة سيف اليزيدي الأستاذة في جامعة الإمارات العربية المتحدة بالإمارات، ود. طه محمد الدسوقي الأستاذ في كلية الآداب، جامعة بنها، جمهورية مصر العربية، ود. مشتاق شاكر الشعباني المستشار الثقافي العراقي لدى نيو دلهي. وألقى أ. د. بشير أحمد رئيس المركز كلمةً افتتاحيةً سلَّط فيها الضوء على موضوع المؤتمر وأهميته بقدر من التفصيل، لافتا انتباه المشاركين إلى التحديات التي تواجهها اللغة العربية في عصر العولمة، وذكر عديدًا من الكلمات التي دخلت في العربية من الإنجليزية فتُستَخدم في العربية كما هي في الأصل بتصرف بسيط فقط.
وقدَّمت الدكتورة شريفة سيف اليزيدي الخطاب الرئيسي وأشارت فيه إلى التحديات التي تواجهها العربية في العصر الراهن، وتناولت موضوع الصراع بين العامية والفصحى بالنقد والتنقيب. ثم تحدث الدكتور مشتاق شاكر الشعباني في كلمته الرئاسية عن تفوق اللغة العربية وتأثيرها على اللغات الأجنبية صرفا ونحوا ومعنى ودلالة. كما أشار إلى أهمية هذا المؤتمر في الوقت الراهن قائلا: إن هذا المؤتمر يمنح فرصة غالية لجميع الباحثين والمختصين والمشاركين ليقدّموا نقدهم البناء للغة العربية ويتبادلوا آراءهم القيمة حول اللغة العربية وآدابها لأن الحديث عن اللغة هو حديث عن التاريخ والتراث
الجلسة الأكاديمية: بعد الجلسة الافتتاحية انعقدت عشر جلسات أكاديمية استمرت يومين، وترأسها كل من أ. د. مجيب الرحمن الأستاذ في جامعة جواهر لال نهرو، وأ. د. حبيب الله خان رئيس قسم اللغة العربية حاليا في الجامعة الملية الإسلامية، وأ. د. زبير أحمد الفاروقي رئيس قسم اللغة العربية سابقا في الجامعة الملية الإسلامية، وأ. د. عبد الرزاق تارايل رئيس قسم اللغة العربية في جامعة آسام، وأ. د. مظفر عالم عميد كلية الدراسات العربية في جامعة الإنجليزية واللغات الأجنبية بحيدرآباد، والدكتورة شريفة اليزيدي الأستاذة في جامعة الإمارات العربية المتحدة، والدكتور محمد قطب الدين الأستاذ في جامعة جواهر لال نهرو، والدكتور طه محمد الدسوقي الأستاذ في جامعة بنها،
والدكتور محمد سليم رئيس قسم اللغة العربية في جامعة إندرا غاندي الوطنية المفتوحة بنيو دلهي، والدكتور قمر شعبان الندوي الأستاذ في جامعة بنارس الهندوسية. قُدِّمت فيها حوالي ستين مقالةً علمية تناولت محاور عديدة للمؤتمر مثل: الاتجاهات الأدبية الجديدة وانعكاس الربيع العربي في الأدب العربي وإشكاليات الترجمة الأدبية وطرق تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها وأدب الأطفال وصحافتهم والشخصيات البارزة في الأدب العربي مع ذكر مراحل تطوراتها وتوقعاتها وما تواجهها من مشكلات وتحديات في القرن الحادي والعشرين والتي تناولها الأكاديميون والباحثون والباحثات بعرض ونقد وتحليل
الجلسة الختامية: بعد الجلسة الافتتاحية وعشر جلسات أكاديمية، عُقدت الجلسة الختامية في اليوم الثاني للمؤتمر تحت رئاسة الأستاذة شريفة اليزيدي، وقام بتنشيطها مدير المؤتمر أ. د. رضوان الرحمن. فأعرب بعض ممن شاركوا من جامعات مختلفة من أنحاء العالم عن انطباعاتهم ومدى إعجابهم بهذا المؤتمر موضوعا وتنظيما وتنسيقا. أبدى الدكتور الدسوقي إعجابه بالقول إن هذا المؤتمر يحمل أهمية كبيرة من حيث الموضوع والمحاور. وأكدت السيدة شريفة اليزيدي في كلمتها الرئاسية أنه مما يبعث على الفرحة والسرور والحبور والتفائل أن الهنود يهتمون بتعلم اللغة العربية وتعليمها اهتمامًا بالغًا على الرغم من كونهم غير الناطقين بها. كما شكر الجميعُ مركزَ الدراسات العربية والإفريقية على إتاحة هذه الفرصة السعيدة الغالية لمحبي لغة الضاد لتقديم بحوثهم وتبادل آرائهم ووجهات نظرهم. كما توجّهوا بالشكر والتقدير إلى القسم لجودة التنظيم وحسن الاستقبال والضيافة
وفي الختام، تقدّم أ. د. رضوان الرحمن بجزيل الشكر والامتنان لجميع المشاركين والأساتذة والطلبة والباحثين وكل من ساهموا في إنجاح هذا المؤتمر الدولي
* باحثة الدكتوراه، قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة مولانا آزاد الوطنية الأردية، حيدرآباد، الهند.