الرؤية السردية في القصص القصيرة لصالح السهيمي “مخطوطته الأخيرة” نموذجًا

aljeelaljadeed

الدكتور معيض بن عطية القرني*

ملخص البحث

تعالج هذه الدراسة “الرؤية السردية في القصص القصيرة لصالح السهيمي” المجموعة القصصية الموسومة بـ”مخطوطته الأخيرة” للدكتور صالح السهيمي. وتحاول الدراسة الإجابة على الأسئلة الآتية، وهي: كيف جاءت وجهات النظر؟ هل كانت وجهة النظر عند الدرجة صفر محايدة؟ وما قرائن ذاتيتها واصطباغها برؤية الراوي؟ وستتناول الرؤية السردية من حيث تمثّل الشخصيات وأفكارها ومكرراتها التجميعية وموقعها في قصص المجموعة. واتبعت الدراسة المنهج السردي التلفظي الذي تغذيه لسانيات التلفظ؛ لمحاولة الكشف عن رؤية الراوي. ولقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج، من أهمها: الكشف عن اصطباغ وجهات النظر بالذاتية، ونتج عن هذه الذاتية عمق وجهة النظر وعدم حياديتها في قصص السهيمي.

كلمات مفتاحية:  التبئير، الذات، الراوي، الشخصية، الموضوع المبأر، وجهة النظر.

مقدمة

يعد الخطاب السردي حقلاً خصبًا لدراسة السرديات المعاصرة، إذ تتجلى بعض المفاهيم السردية للمتلقي، ويحاط بعضها بضبابية في التلقي النقدي، وهذه دراسة تحاول تجلية الرؤية السردية في الدراسات السردية التي حاولت التنظير للتبئير في هذه المساحة المهمة من خارطة العمل السردي.

تناولتْ الدراسات التي تحاول تأطير الرؤية السردية وارتباطها الوثيق بالراوي ووجهة النظر، والراوي ومتلقي الرؤية بينهما فروق يكشف عنها (التبئير) الخاص بالراوي ومن يروي داخل القصة، فكانت فكرة إيجاز رحلة المصطلح من الإنشائية إلى لسانيات التلفظ عبر دراسة مجموعة “مخطوطته الأخيرة” لصالح السهيمي أنموذجًا.

تحولات المصطلح

لعل ارتباط مصطلح الرؤية السردية الوثيق “بأحد أهم مكونات الخطاب السردي، وهو الراوي وعلاقته بالعمل السردي بوجه عام، وذلك على اعتبار أن الحكي يستقطب دائمًا عنصرين أساسيين بدونهما لا يمكننا أن نتحدث عنه. هذان العنصران هما: القائم بالحكي ومتلقيه”[1] كان سببًا لاشتغال كثير من الدراسات النقدية بهذا المصطلح، إذ يلحظ كثرة الأبحاث والنظريات والاتجاهات التي تناولته منذ بداية هذا القرن (العشرين) ولا تزال ترفد المكتبة النقدية بإضافات مستمرة. فقد شغلت هذه التقنية دارسي السرد منذ جينيت الذي لاحظ هذا المأزق فقال في أوائل السبعينات: إن هذه المسألة هي أشد تقنيات السرد استقطابًا لاهتمام الباحثين منذ أواخر القرن التاسع عشر، وهذا الرأي يؤكده أواسط التسعينات جان ماري شافاز بالقول: إن إشكالية التبئير ووجهة النظر حازت دون سائر المسائل ذات الصلة بالعلاقات بين القصة والحكاية، أكبر قدر من الدراسات[2]، ويرد هذا الاهتمام الكبير بهذه التقنية السردية إلى تجدد الدراسات النقدية واستفادتها من الحقول المقاربة لها كاللسانيات.

كانت بداية التناول لوجهة النظر مع هنري جيمس (Henry James) أواخر القرن التاسع عشر وقد هيمن في بداية القرن الماضي على النقد الأنجلوسكسوني وارتبط بما يسمى حكاية وجهة النظر[3]، وهو مصطلح يؤسس لسلطة الراوي العليم، ويتجاوز الاضطلاع  بفعل القول، إلى الفعل المتضمن في القول الذي يهدف الراوي إلى إيصاله إلى القارئ، وينهض بدلالات أبعد من مجرد تحريك السرد والمساهمة في تقدم الأحداث داخل العمل السردي.

ثم جاءت آراء الروائي والناقد الإنجليزي (هنري جيمس) حاسمة في مطلع القرن العشرين، حين دعا إلى إقصاء السلطة الفوقية للراوي العليم -وهذا يعزز القول بأن السرد لا يعيش بمعزل عن السياقات التاريخية والثقافية التي يتشكل فيها- وإلى ضرورة مسرحة الأحداث؛ بتحويل الرواية إلى خلية بؤر بدل البؤرة المركزية الواحدة[4]  فتراجع مصطلح (وجهة النظر) “لفائدة مصطلحات مرادفة أو تكاد من قبيل حصر المجال(Ristriction de Champ)  لبلين (Blin) ورؤية (Vision) لتودوروف (Todorov) وتبئير (Focalisation) لجونات (Genette) ومن نحا نحوه”[5]، وذلك في غمرة سيطرة هاجس مستبد على المدرسة الإنشائية في الدراسات السردية؛ ناتج عن ثورة العلوم التطبيقية والرياضية؛ وإنزالها في منزلة أعلى من الفنون والآداب، فاجتهدت المدرسة الإنشائية أن تبلغ بالدراسات السردية مبلغ العلم، ويمكن القول بأن مفهوم الرؤية من خلال توالي الدراسات التنظيرية الإنشائية بدأ يكتمل في تحليل الخطاب الروائي، وبدأ تودوروف يبين أهميته في تحليل العمل الأدبي وتجلي قيمته الفنية[6]. واستقر في المعاجم السردية أن التبئير مبحث من مباحث الصيغة والصوت، وهو انتقاء للمعلومة السردية أداته بؤرة واقعة في مكان ما هي ضرب من المصفاة لا يسمح إلا بمرور المعلومة التي يخولها المقام والصيغة وتجيب عن السؤال (من يرى؟)، والصوت يجيب عن (من يتكلم؟) فالمقصود بالتبئير إذن حصر معلومات الراوي (وبالتالي القارئ) حول ما يجري في الحكاية[7].

ورغم الوضوح الذي أضفاه جينيت على مفهوم التبئير ومحاولته تخليصه من كل ما يشوب علميته وحياده[8]؛ فإنه “لا يخفى تركيزه على ما تسميه ميك بال (Miek Bale) المبئر، وقيام التعرف إلى المقاطع المبأرة على الحدس، وهذه النقيصة وليدة غياب دراسة العلامات اللغوية للتبئير، وهي دراسة تكفل بها راباتال في مقاربته لوجهة النظر (Rabatel, 1998)”[9]؛ فعادت وجهة النظر في السنوات الأخيرة للغلبة على المصطلح الذي يدرس هذا المفهوم، وتحول سؤال جينيت: التبئير على من؟ إلى تبئير ماذا؟ ومن قبل من؟[10]، وفضله أصحاب الدراسات المتأخرة؛ “لأنه خلافًا للرؤية والتبئير على سبيل المثال، تقنية سردية ذات بعد دلالي بفضل تعبيرها عن الآراء والمواقف والقيم”[11]، فهي تتجاوز الوظيفة الإخبارية إلى وظائف لغوية أعمق، “كما أن طاقاته الإجرائية الكبيرة هي وليدة لتخلصه من شرنقة البنيوية ونهله من مشارب متنوعة منها لسانيات التلفظ والتداولية والسيميائية والظاهراتية”[12]، ولئن كان المفهوم الجوناتي يجرده من وظائفه ودلالاته، فإن مفهوم وجهة النظر عند المتأخرين يرى “أن الأدب منتوج فني واجتماعي في الآن نفسه، وهو ما فتح الباب ليتسع مفهوم وجهة النظر ليشمل القيمة والسياق وجهات الاعتقاد أي ليكون مدخلاً إلى المعنى، هذا الذي غيبته جل المقاربات البنيوية”[13]، التي كانت تحصر اهتمامها على استخلاص ملامح أدبية العمل الأدبي، وتقعيدها دون الخروج من دائرته الضيقة.

لقد جاء التطوير لمبحث التبئير عندما قام راباتال (Rabatel , 1996-1997) بدراسة هذا “المبحث من منطلق لساني فنقد جل الدراسات السابقة وعاب عليها اهتمامها بذات الإدراك أو التبئير وإهمالها موضوع التبئير والعلامات النصية التي تميزه وتمكن من التعرف إلى نمطه، واعتبر المبئر متلفظًا صامتًا”[14]، ولم يكتف راباتال بالنقد بل “توسع في دراسته الخصائص البنائية لوجهة نظر الشخصية والراوي بوصفهما ذاتي التبئير الوحيدتين في النص السردي، وانتهى إلى ضبط معايير لغوية تمكن من التعرف إلى موطن وجهة النظر أو ما يسميه بالإدراك الممثل (Perception Representee) وتساعد على نسبة هذه الوجهة إلى ذاتها المبئرة أو ما يسميه بمصدرها التلفظي”[15]، والمعايير التي يشترط حضورها مجتمعة هي:

– مظاهر المدركات (Aspectualisation des Perceptions): وهي الأفعال الإدراكية التي يقوم بها الفاعل التركيبي والدلالي من خلال الملفوظ السردي الذي ينقله الراوي أو الشخصية مثل: يلقي نظرة، يرى، استرعى اهتمامه، يسمع.

– الانفصال التلفظي (Decrrochage Enonciatif) وتعني الانتقال من المدرِك إلى المدرَك بفضل انفصال تلفظي بين الراوي المتكلم والشخصية أو بين المدرك المتلفظ، وأمارة هذا الانفصال الانتقال من السرد إلى بسط وجهة نظر الشخصية أي عرض مدركاتها وأفكارها بشكل مفصل، أي ما يمكن أن توفره الوقفة في السرد، فهي ليست عملية إيقاف وتبطيء للسرد كما كان ينظر إليها الإنشائيون، بل تنهض بوظائف تبئيرية للحدث/الموضوع الذي تتوقف عنده.

– العائدات أو المكررات التجميعية (Anaphores Associatives) وتعني عناصر الموصوف الفرعي التي بتجميعها يتم الوصول إلى صورة المبأر، فلو كان المبأر (المرأة) مثلاً فإن العائدات أو المكررات التجميعية يمكن أن تكون: المنكبين والجيد والشعر[16]، وهنا لا يبقى الوصف قسيمًا للسرد للحوار ومنفصلا في الدلالة عنها، بل يتحول إلى عامل أصيل في إتمام الوظيفة التعبيرية للشخصية، ومكملة لوجهة النظر التي يسكت السرد عن إكمالها، أو يوزعها على مواقع متفاوتة من العمل السردي، إذ تضطلع تلك العائدات أو المكررات التجميعية بوظيفة تبئير الموضوع.

إن وجهة النظر لم تعد بريئة من أي حمولات دلالية، أو مقاصد تأثيرية، كما رآها التبئيريون البنيويون، بل أصبحت “علامة وجهة النظر بالتمثيل والتلفظ تحدد ما تؤديه من وظائف من قبيل وظيفة الإيهام بالواقع والوظيفتين السردية والأيديولوجية”[17]، وهي بهاته الوظائف تتجاوز المشاركة في أدبية المنجز الأدبي إلى الوصول لآخر أطراف العملية التواصلية، وتنقل الخطاب الروائي من محدودية النص وعزلته إلى أفق الخطاب الكامل المؤثر والمتأثر بسياقه.

تقديم المجموعة القصصية

“مخطوطته الأخيرة” (2020م) هي قصص قصيرة من إصدارات النادي الأدبي الثقافي بجدة، وهي المجموعة القصصية الثالثة للقاص بعد مجموعتيه “أغنية هاربة” (2010م)، و”أغنية للجياع” (2012م). وتتناول الدراسة ثلاث قصص من هذه المجموعة تجمعها ثيمة واحدة هي فيروس كورونا (كوفيد-19)، وهي القصص المعنونة بـ”معلقة الفقد”، و”زهور النرجس”، و”مخطوطته الأخيرة”.

وتحاول الدراسة تتبع وجهات النظر في هاته المجموعة من وجهة نظر لسانيات التلفظ؛ لبيان ذاتها التلفظية المبئرة، وبيان ما إذا كانت وجهة النظر فيها محايدة وموضوعية، أم أنها تحمل شحنات ذاتية، ودلالات تمثيل إدراك الموضوعات المبأرة وأفكارها، ومحاولة اكتشاف مدى عمقها وإحاطتها بدواخل الموضوعات المبأرة.

الذات التلفظية المبئرة وطرائق الإعلان عن وجهة النظر

لا بد من وجود القرائن لنسبة وجهة النظر إلى ذات مبئرة بعينها[18]، وذلك من خلال فعل الإدراك الذي يظهر في رؤية بصرية أو شم أو سمع، أو عملية ذهنية تنم عن فعلٍ من أفعال الإدراك وفاعله التركيبي والدلالي، عن طريق الاسم الصريح، أو ضمير المتكلم الذي يعد قرينة من القرائن التي تيسر نسبة وجهة النظر إلى ذات مبئرة.

ويعد تعيين حدّ بداية وجهة النظر من القرائن المهمة أيضًا لنسبة وجهة النظر إلى ذاتها التلفظية (الراوي أو الشخصية)، ويكون الإعلان عن وجهة النظر بالإعلان عن حدها الابتدائي أي الفعل الإدراكي الذي يشير إلى بداية التبئير، والإعلان -أحيانًا- عن الحد النهائي الذي يكون أيضًا بفعل إدراكي يعلن عن نهاية وجهة النظر في الموضوع المبأر، والانصراف منه، وتساعد هذه الحدود في تمييز وجهة نظر ما عن الوجهة السابقة والوجهة اللاحقة[19]، وتظهر بداية وجهة النظر من خلال الإدراك الحسي أو الذهني الذي تقوم به الشخصية المبئرة من رؤية بصرية أو سمع أو شم، أو عملية إدراك ذهنية كما في المثالين التاليين: “أطرقت لصوت الموج حين يتكسر على شاطئ أحزاني”[20]، “صوت زميلتي في القرية:

-تشعرين بالهواء فاسدًا في عزلتك هنا!!

-بل أشعر بالموت في الغربة!!”[21]، فتبدأ وجهتا النظر هنا من الفعل الإدراكيين الصريح (أطرقت)، والضمني (صوت زميلتي) الذي يعني (سمعت).

ولئن كان التصريح بأفعال الإدراك في المثالين السابقين وغيرهما من الأمثلة الكثيرة داخل القصة يسهم في نسبة وجهة النظر إلى ذات مبئرة بعينها، فإننا نجدها في أمثلة أخرى غير مصرح بها، وإنما تنقل الشخصية أفكارها مباشرة نحو “جرت عباءتها السوداء، بدأت تشعر بثقلها تدريجيًا خلفها، تنهدت والتفتت للعباءة المبللة بماء البحر، والمثقلة برمل الشاطئ”[22].

ويرى بعض دارسي وجهة النظر -وإن كان في هذا الاشتراط دعوة لما انتقد البنيويون عليه من المبالغة في التقعيد- أنه لا بد لبداية التبئير من نهاية، وعلى الراوي أن يعلن نهايته من خلال نهاية العملية الذهنية[23] كما في: “بكت فأبكت هدى، فهادتها نحو المنزل، تمشيان بأقدامٍ أثقلها الرمل المبلل”[24]، ولكن المتتبع لقصة “معلقة الفقد” -مثلاً- سيلحظ أنه لا يشترط للانتقال من وجهة نظر إلى أخرى التصريح بنهاية وجهة النظر السابقة، بل الانتقال من فعل إدراكي يحمل وجهة نظر في موقف معين إلى فعل إدراكي في موقف آخر يكون كافيًا للانتقال إلى وجهة النظر اللاحقة، وهذا موافق لما يراه راباتال؛ حيث يرى راباتال أن العنصرين الأساسيين لبنية وجهة النظر هما: فعل الإدراك، وفاعله التركيبي والدلالي، ولا يعد معلن النهاية من العناصر الأساسية لهذه البنية[25]، ويؤكد هذا الرأي ما ورد في الرواية: “الكل يدرك الآن هذا الوقت أهمية الاعتزال وعدم الخروج!! ولولا وجودنا في هذه القرية النائية؛ لكان الأمر أكثر ظلمة!!

جرت عباءتها السوداء…”[26]؛ فالذات المبئرة هنا تنتقل من وجهة نظر إلى أخرى دون أن يكون هناك فعل إدراكي يشي بانتهاء وجهة النظر الأولى، أو يقطع استرسالها، بل تنتقل مباشرة، وبداية وجهة النظر الثانية تقتضي انتهاء وجهة النظر الأولى، فالإدراكات الممثلة[27] إذن توحي بالانتقال من وجهة النظر السابقة إلى وجهة النظر اللاحقة، وعند الإعلان عن بداية وجهة النظر فإنها تكون موسومة باسم المبئر الصريح إذا لم تكن الشخصية التي يكون الحديث من خلالها بضمير الغائب، وهذا التصريح لا يرهق القارئ في نسبة وجهة النظر إلى ذاتها المبئرة، ويسهل فكرة الانتقال من وجهة نظر إلى أخرى شيوع الضمائر العائدة على الشخصية عوضًا عن الاسم الصريح، بينما الشخصية التي تشاركها القصة يبدأ الانتقال إلى وجهة نظرها بالتصريح باسمها في كل بداية انتقال (هدى).

لقد جاءت طريقة الإعلان عن وجهة النظر في “مخطوطته الأخيرة” بمظاهر مدركات متنوعة؛ فوردت صريحة أحيانًا وضمنيةً أحيانًا أخرى، كما أن منبئات الإدراك جاءت متنوعة أيضًا عن طريق الحواس أحيانًا: “أشعلت هدى فانوسًا”[28]، “أقفل الكفيل المكالمة مع حسن”[29]، “سمعت بأخبار الوباء من قبل”[30]، كما جاء فعل الإدراك في مواطن أخرى من المجموعة منبئًا عن الأفكار عن طريق الذهن: “سرت الطمأنينة في أرجاء البلاد، فغدا التعايش مع الوضع الجديد سعادةً عند سائر ساكني العالم!! هدأت البحار وأثباجها!! واستراحت الجبال من متسلقي الفراغ”[31].

تمثيل إدراك الشخصية وأفكارها

لبحث تحول إدراك الشخصية إلى تمثيل إدراك للشخصية وأفكارها يتوجب البحث عن كيفية تحول الوصف عبر الحواس إلى وجهة نظر، وتبين الإدراكات الحسية الدالة على تمثيل الإدراك والأفكار[32]؛ فهي العلامات الدالة على تحويل إدراك المتلفظ بها من وجهة نظر كامنة إلى الوصف المعلن عنه في الخطاب القصصي المرسل.

ولقد تعددت وجهات النظر التي تجلت في قصص “مخطوطته الأخيرة”، وتنوعت طرق الإعلان عنها بين صريح وضمني، كما تنوعت منبئات الإدراك من سمع وبصر وذوق ولمس وشم بنسب متفاوتة، غلب فيها الإدراك بالسمع على غيره من منبئات الإدراك الأخرى في مواطن كثيرة من الرواية، كما حضرت منبئات الإدراك الذهنية كذلك في بعض أجزاء القصص المدروسة، وارتبطت هذه الإدراكات بأحكام قيمية تنم عن تمثيل لهذه الإدراكات ومنها:

“انتبه الليلة قد تمطر!!

أمطرت روحه بالأخبار السيئة، فهو الآن لا يخشى المطر، يخشى على والدته التي تركها وحيدة في البلاد”[33]، فالشخصية المبئرة “حسن” لم تكتف بوصف ما أدركته من مظاهر للموضوع المبأر؛ بل تجاوزته إلى إصدار أحكامٍ قيمية وتأويلات لتلك المظاهر ناتجة عن انعكاسات الفكر لحظة الرؤية، لذلك تعددت العبارات التي دلت على هذا التجاوز واستقراء ما وراء تلك المظاهر، وتتجلى من خلالها ذاتية التبئير تجاه الموضوعات المبأرة؛ فيتحول الوصف إلى تمثيل لتلك الإدراكات بعد إعمال الذهن فيها، ومحاولة لسبر أغوار المبأرات، وتأويل مشاهداتها، ومن ذلك تعليقه على موقف الدول العظمى من الوباء “كورونا في الصين وينفُضُ العالم كله!! ما هذه الأخبار السيئة.. أين الدول العظمى التي تتغطرس بالتقدم والطب؟! عجبي”[34]؛ وذلك لما أدركه من انتشار الوباء في الغرب والشرق (ينفض العالم)، ولما ارتسم في ذهنه عن (الدول العظمى التي تتغطرس بالتقدم والطب)، وجعله يتمثل ما وراء تلك الصفات ويتأول وجهة نظر منفصلة عن الذوات المبأرة، وخاصة بذات المبئر/الشخصية (عجبي).

ويظهر تمثيل الإدراك بجلاء حين يقول:

-“أشعر بالموت في الغربة!!

-الموت!!

-نعم.. لم أشعر بغربة؛ كغربتي هذه الليلة!! كل ما حولي غريب هنا!! السواد يرسم خارطة الوداع الأخير للغربة!! وأمواج البحر المتكسرة على الشاطئ تحاول تعزيتي في هذا الكون الدامس، فقدت بصيرتي قبل البصر في الذهاب إليها!! ماتت والدتي!!”[35].

لقد سبق وصف الغربة عملية إدراك ذهن الذات المبئرة (الشخصية) للموضوع المبأر (الغربة) (أشعر بالموت في الغربة)، وتأمل الموضوع المبأر أدى إلى استحضار موضوعاتٍ أخرى (الهواء الفاسد، السواد، أمواج البحر، الفقد) ووصفها ببعض الأوصاف التي لا تشكل موضوعًا محايدًا لها؛ بل تحمل ذاتية المبئر وموقفه منها، فهي ليست وصفًا للأشياء بحد ذاتها بقدر ما هي وصف لموقف المبئر منها، وما ترسخ في وعيه عنها، والذي نتج عن إدراكها وتمثيلها، مما أكسب الوصف ذاتية الشخصية وموقفها الذي يكون عمقه ممتدًا، كما ستبين الدراسة في الجزء التالي، بتتبع مدرك واحد من جملة المدركات التي تجلت في المجموعة المختارة حول العديد من الموضوعات، بعد أن حاولت الدراسة وصل جملة منوعة من المدركات بالذوات التي تنهض بوجهة النظر في كل قصة، وسنتناوله من خلال المكرر الجمعي لمدرك (كورونا) الذي يجلو وجهة النظر بشكل أعمق.

المكرر الجمعي لوجهة النظر

لا يمكن التعامل مع وجهة نظر معينة من جهة بنيتها الظاهرة مجردة من سياقها اللغوي، والفعل الإدراكي، والمكان والجهة، فلا بد من تنزيلها في هذه الاشتراطات، وعندئذٍ يمكن الحديث عن وجهة نظر موجهة، ومشحونة بالذواتم الظاهرة في صوت الشخصية الرائية، ولغتها، وعزوها إلى الجهة التي تتبنى هذه السمات.

تنطلق وجهة النظر في مدونة الدراسة بالفعل (أطرقت)، وقد جاء في صيغة المفرد مسندًا إلى ضمير المتكلم، وبذلك تكون الرؤية فردية، ويتحدد من خلال هذا الضمير العون السردي المضطلع بوجهة النظر، وكأن ذلك ضامن لصدق الشهادة وحميميتها على ما يجري في عالم القصة من أحداث، وما يظهر فيها من أحوال الشخصيات، وبما أن الرؤية تصدر من الشخصية فإنها تكون ذاتية، فكيف كان هذا الإدراك الذاتي؟

تتعدد المدركات في “مخطوطته الأخيرة”، ولعل من أبرزها مدرك (كوفيد-19) ويتجلى في تمظهرات تلفظية منها:

-“لولا وجودنا في هذه القرية النائية؛ لكان الأمر أكثر ظلمة”[36].

-“ثمة غربٌ هادئ الملامح منزوٍ في صمت العقلاء!! ينتظر قدوم الغريب!!”[37].

-“ها هي الدول الكبيرة تتهاوى أمام الصغير فارفعي أكف الضراعة إليه في سمائه أن يخلصنا من جسد الخطيئة”[38].

-“فشى الوباء عبر الأثير وقنوات الأخبار العالمية للغابات والحدائق والمزارع العالمية”[39].

-“ثمة (نخلة ذاهبة في السماء!!) كان يأوي إليها صقرٌ حر، حين علم بالخبر أمر بإقفال منافذ الغابة وإبقاء التنين في الخارج مع أهمية التواصل معه باستمرار”[40].

-“علمت أن البشر طغوا وتجبروا حين توغلت جرأتهم في الإساءة للحيوانات، وها هي الآن تبحث عنهم في التعبير عن التعايش السلمي معهم!!”[41].

-“تتوالى الأوبئة ويبقى الأدب حارسًا للذكرى المؤلمة!! سينسى البشر ما مروا به من عذابات أقلقت الأمهات على أبنائها!!”[42].

وهكذا تكون الرؤية الذاتية للوباء وقد اتسمت بالذاتية، أو ما يسميه جنيت بالإفشاء السردي، وذلك عندما تتحدث الشخصية الراوية عن الموقف عن طريق السرد كما في قوله: “اقتربت منها هدى رفيقة الدرب في هذه القرية النائية عن الاحتياجات الخدمية فلا كهرباء يضيء عتمة الغربة، ولا اتصالات تؤنس النفس؛ لسماع صوت الأحبة!! فمنذ أن تعينوا بمدرسة البنات؛ يتسلين بالقراءة والكتابة في الأدب!! ولولا مسؤول التغذية قريبها؛ لما عرفوا الخبر”[43]، أو بواسطة الحوار الذي ينقله للمتلقي بلغته هو: “شهران من الألم والمجلس يشيخ كل يومٍ ولا أحد!! ما الأخبار اليوم يا عم!!

-لا بأس، ستفرج قريبًا!!

-اشتقت لأمي فهل أستطيع السفر؟!

-لا، ليس الآن.. ربما بعد العيد تعود الحياة، وتنمو الزهور مجددًا”[44].

وتقدم الهوية الكاملة للوباء فتذكره حينًا باسمه الصريح “هنا نحن في عزلة كورونا”[45]، وحينًا برمزه الطبي “تم التعرف عليها في مكتبة مجهولة بإسبانيا بعد سقوطها في الجائحة مؤخرًا (كوفيد-19)!!”[46] وحينًا بمكانه الجغرافي: “لم يلق بالاً لأخبار الصين هذا المساء، العالم بدا يتضجر من أخبار الصين”[47]، وحينًا بمصدره “زعموا أن خفاشًا”[48].

وتحدد الشخصية التي تنهض بوجهة النظر مخاوفها من الموضوع المدرك (كورونا) من تخيله:

-“نظر إلى الخفاش مجددًا رأى أنه استقام على رجليه وفي يديه (منجل)!! تراءت له المائدة سحابةً مثقلةً بالمطهر المعقم”[49].

-“موته الأزرق غدا وحشًا مرعبًا يلاحق الأم وابنها!! الطاعون الذي تسلل إلى العالم لا يزيله الخوف!! بل الشجاعة”[50].

ويلاحظ من هذه المدركات تمكن استباق الأحداث، فلم يكتفِ بالمدركات الظاهرة للأشياء، والوقوف عند الرؤية الخارجية، بل تجاوزها إلى استبطان الأفكار، وهو ما يسمى الرؤية الداخلية التي تنفذ إلى أفكار الشخصيات وخفاياها من خلال التفكير والتأويل الذاتي، وتصعد لتصلنا بوجهة النظر.

ولئن كانت هذه الرؤية تظفر بتصديق أقل عند القارئ من رؤية القطب الثاني لذوات التبئير التلفظية (الراوي)، إلا أن استمرارها وامتدادها من خلال (الذواتم) المنتشرة في المكرر الجمعي تؤكد عمق تلك الرؤية، حتى إن تأويل الأوضاع الداخلية التي تتلفظ بها الشخصية المبئرة عن الموضوع المبأر (كورونا) تستخدم له تراكيب توهم بأنها تتكئ على موروث حكائي يتسم بالحكمة والمعرفة:

-“استطاع باحثٌ عربي تصوير المخطوطة الأخيرة لبيدبا!! والخروج بما تبقى من ألواح النص وأجزائه المتهالكة، حيث جاء فيها: “قال دبشليم للملك بيدبا: قد سمعت عن خبر الوباء من قبل، فهلا ضربت لنا مثلاً جديدًا!!!

-إن مثل ذلك مثل الخفاش والتنين والخنزير!!”[51].

وهكذا يتبين لنا أن المجموعة القصصية تزخر بقرائن توهم أن المدركات إنما قدمت ضمن وجهة نظر الشخصية، وباللغة التي حملتها، وبالذواتم التي صبغتها بالذاتية، فهي لغة موجهة من جهة انخراط المتكلم بمواقفه وأحكامه فيها.

إن التماهي في صورة الوباء إنما هو عمل شخصيات هيمنت على القصص المختارة، وركبت هذه الأشباه والنظائر على هيئة مخصوصة لتقدمها إلى المروي له في صورة تشبهها، وحينما تقدم لنا الأحداث على هيئة قائمة على المنطق السببي، إنما تجعل التبئير ذا وجهة أيديولوجية، وقوام ذلك أن تفكك المنطق السببي في الحكاية إنما هو من جهة تقويم ممارسات ذات غاية وقيمة، وكأنما لسان حال الشخصية يقول: إن تأثير هذا الوباء عميق وممتد بامتداد العلاقات الإنسانية ببعضها.

وإذا ما تتبعنا الأحوال التي تشترك فيها الشخصية مع الموضوع المبأر (كورونا) ازددنا يقينًا أن ما بدا لنا هو تبئير ذو وجهة نظر مفعمة بالتقويم، والأحكام المبطنة، وحسبنا هذه الأدلة على ذلك:

-“جرت عباءتها السوداء […] تناولت العباءة أعادتها إلى ماء البحر المالح! نشرت العباءة على سطح الماء.. ورفيقتها تراقبها عن قرب، متأملة فعلها!!

-استريحي على الشاطئ، وسأكفيك هم غسلها!!

-لا.. دعيني لهذا الليل!! وليلٍ كموج البحر أرخى سدوله عليَّ..”[52]

-“حين قدم إلى العرضيات كان يحمل فألاً كبيرًا […] يرى الحسن مزرعته في صباحاته الخضراء تتكئ على حلم كبير، سرعان ما تضاءل وصار في فم الوقت أرجوحةً من زئبق”[53].

إن ما تجتمع عليه هذه الشواهد احتواؤها على مراجع تندرج في جدول واحد هو جدول الألم والخوف والإحباط: (السوداء، المالح، الليل، سدوله، كان يحمل فألًا، تضاءل، أرجوحة من زئبق).

هذه المراجع التي تتلفظ بها الشخصية المبئرة استعارات للموضوع الموصوف (كوفيد- 19) وهذا يؤكد وجهة نظر ذات طابع أيدلوجي ذاتي، وهذا التكرار منزل في عمل قولي حامل لقوة مقصودة بالقول ((Force Illocutionnaire مدارها أن القائل المدرك ينجز عملاً توكيديًا للمقصود له بالقول لإشعاره بأثر قسوة الوباء على الإنسان.

عمق وجهة النظر

غلب العمق على منظور الشخصية في القصص المختارة من هذه المجموعة، فجاءت عميقة تتجاوز فيها الشخصية المضطلعة بوجهة النظر المدركات الأولية المنبئة بوجهة النظر إلى الانخراط في تمثلها وتأويلها.

فتولت الشخصية المبئرة في “مخطوطته الأخيرة” نقل وجهة النظر، وركزت على تبئير وجهة نظرها عن الموضوع المبأر (كورونا)، والشخصيات والموضوعات الأخرى المتقاطعة معه داخل القصة؛ ولذلك جاء المنظور العميق، وتجسد ذلك في شكل يشبه أحلام اليقظة بسرد الملفوظ السردي في قالب تخييلي تراثي، وتزمين الخطاب بزمن يسبق لحظة القصة: “استطاع باحثٌ عربي تصوير المخطوطة الأخيرة لبيدبا!! والخروج بما تبقى من أجزاء النص وألواحه المتهالكة حيث جاء فيها: “قال دبشليم الملك لبيدبا:

قد سمعت بأخبار الوباء من قبل، فهلا ضربت لنا مثلاً”[54]، وهي من التقنيات التي تجلي تمثيل الإدراك بعمق، وسبر أغوار الموضوع التي يحولها المؤلف إلى ملفوظ سردي ينهض بتوضيح تمثيل إدراك الشخصية الساردة للموضوع المبأر، ووجهة نظره التي يتبناها زمن القصة، وتكشف الأبعاد النفسية العميقة في عالم اللاشعور.

ويبدو عمق منظور الشخصية كذلك في “زهور النرجس” عندما تبئر الشخصية في الماضي من خلال التذكر، فتفضح مشاعرها القديمة السابقة، وتؤول أفكارها القديمة في لحظة تداعٍ وخروج من السياق الزمني الحاضر إلى الماضي، وذلك لأن الزمن الماضي أصبح قارًا وواضح التمثلات: “حين قدم إلى العرضيات للعمل مع كفيله الجديد؛ كان يحمل فألًا كبيرًا بعد تجربته التعيسة في الأحساء!! يرى الحسن مزرعته في صباحاته الخضراء تتكئ على حلم كبير، سرعان ما تضاءل وصار في فم الوقت أرجوحة من زئبق”[55]، فترتد الذات مكسرة حدود الزمان والمكان، وتوقف خطِّية الزمن لترتد إلى سبر أغوار الشخصية في الزمن الماضي، وتربط بين الأحداث المتباينة في الزمن، ولكنها تتقارب في تأكيد صحة وعمق وجهة نظر الشخصية على مستوى الموضوع، وتجمع الأحداث المتباعدة في الزمن المتقاربة في الدلالة؛ لتكشف عن رؤية عميقة، وتؤكد صحة تمثلاتها العميقة للوباء.

إن هذه الرؤية الداخلية عميقة وقادرة على سبر أغوار الشخصيات وأفكارها في مواطن من المجموعة، وتجاوزت المستوى الظاهر إلى الغوص في أعماق الذات المبأرة كما نجد في بداية (معلقة الفقد): “(ظلمات بعضها فوق بعض) وأنا أسرق نفسي كل ليلة أمام هذا الشاطئ في منطقتي النائية، لا أحد يسمعني، فلمن أصرخ!! فصرختي لن أخدش بها حياء الليل”[56]، وتتواتر هذه الرؤية في نهاية القصة: “بكت فأبكت هدى، فهادتها نحو المنزل، تمشيان بأقدامٍ أثقلها الرمل المبلل!! أدخلتها الغرفة، وعزمت أن تبات عندها الليلة!! تؤنس وحدتها في ليل غربتها!! أي غربة تشعر بها هذه المجروحة بفقد أمها”[57]. إن ثبات هذه المشاعر في نفس الذات المبئرة يوصلها إلى مرحلة يقينية تعكس الحالة النفسية التي بأرت الموضوعات بناءً عليها، وكشفت عمق نظرتها عندما تبئر الموضوع (الوباء) من منظور الشخصية بأعمق ما يكون.

خاتمة البحث

ارتبطت دراسة وجهة النظر بعونين سرديين هما: الراوي والشخصية وهذا يعني أنهما عنصران متكافئان، إلا أن غياب وجهة نظر الراوي، وتخلي الراوي عنها في القصص المختارة من مجموعة السهيمي “مجموعته الأخيرة”؛ جعلها قائمة على وجهة نظر الشخصية في كل قصة. وقد كشفت دراسة وجهات النظر فيها أنها اصطبغت بالصبغة الذاتية، وجعلت الموضوعات المبأرة سواء كانت مرتبطة بذات المبئر، أو خارجة عنها من أحداث، وشخصيات، واستبطانها، والتعليق عليها مسكونة بذاتية المبئر، وحاملة لوجهة نظره على مستويات غلب عليها العمق، وكاشفة لمنظورها الذاتي في الذوات والموضوعات التي تبئرها، فلا وجود لرؤية محايدة، وقد دلّ على ذلك الكثير من المعينات اللغوية المشبعة بالذاتية، والتعليقات والتأويلات التي تنفذ إلى عمق الموضوع المبأر وتسبر أغواره، وتكشف العالم الداخلي للشخصيات التي تنقل وجهة النظر الداخلية، وبذلك كشف تطبيق مقولات لسانيات التلفظ في التبئير/وجهة النظر ذاتية وجهات النظر، وعدم حياديتها التي قال بها الإنشائيون، والتي تنتج نماذج مكررة من وجهات النظر وإن تعددت الذوات والموضوعات.

* معلم بوزارة التعليم، المملكة العربية السعودية.

[1] يقطين، سعيد. تحليل الخطاب الروائي “الزمنالسردالتبئير“، ط3. بيروت: المركز الثقافي العربي، 1997م، ص:283.

[2] العمامي، محمد نجيب وآخرون. وجهة النظر في الرواية “بحوث محكمة”، ط1. تونس: دار التنوير للطباعة والنشر، 2015م، ص:5.

[3] المرجع نفسه، ص:91.

[4] إبراهيم، عبد الله. المتخيل السردي، ط1. بيروت: المركز الثقافي العربي، 1990م، ص:166.

[5] العمامي. وجهة النظر في الرواية. ص:91.

[6] يقطين. تحليل الخطاب الروائي “الزمنالسردالتبئير”. ص: 293.

[7] القاضي، محمد وآخرون. معجم السرديات، ط1. تونس: دار محمد علي للنشر، 2010م، ص:65، وينظر أيضًا: زيتوني، لطيف. معجم مصطلحات نقد الرواية، ط1. لبنان: مكتبة لبنان ناشرون، 2002م، ص:41.

[8] جينيت، جيرار. خطاب الحكاية، تر: محمد معتصم وعبد الجليل الأزدي وعمر حلي، ط3. الجزائر: منشورات الاختلاف، 2003م.

[9] القاضي. معجم السرديات. ص:67.

[10] جينيت، جيرار وآخرون. نظرية السرد من وجهة النظر إلى التبئير، تر: ناجي مصطفى، ط1. الدار البيضاء: منشورات الحوار الأكاديمي والجامعي، 1989م، ص:117.

[11] العمامي. وجهة النظر في الرواية. ص:5.

[12] المرجع نفسه، ص:8.

[13] المرجع نفسه، الصفحة نفسها.

[14] القاضي. معجم السرديات. ص:469.

[15] المرجع نفسه، الصفحة نفسها.

[16] المرجع نفسه. ص:469-470.

[17] المرجع نفسه، ص:470.

[18] يقطين، سعيد. تحليل الخطاب الروائي “الزمنالسردالتبئير“. ص:283. يقول راباتال: “إن تحديد مظاهر المبأر في المستويات الثانية، وهو الذي يعلن عن وجود إدراكات وأفكار ممثلة، وفي مرحلة لاحقة ينسب وجهة النظر إلى مصدر محدد إن بطريقة ضمنية أو صريحة لفاعل فعل الإدراك أو فعل حالة أو حركة، وبعبارة أخرى فتحديد مظاهر المبأر مهم للتعرف إلى وجهة النظر، أما الفعل وفاعله فأساسيان لإسناد وجهة النظر إلى مصدر محدد هو المبأر”. العمامي.  وجهة النظر في الرواية. ص:193.

[19] المرجع نفسه، ص:12.

[20] السهيمي، صالح بن أحمد. مخطوطته الأخيرة، ط1. جدة: النادي الأدبي الثقافي، 2020م، ص:11.

[21] المصدر نفسه، الصفحة نفسها.

[22] المصدر نفسه، ص:12.

[23] العمامي.  وجهة النظر في الرواية. ص:67.

[24] السهيمي.  مخطوطته الأخيرة. ص:13.

[25] العمامي.  وجهة النظر في الرواية. ص:166.

[26] السهيمي.  مخطوطته الأخيرة. ص:12.

[27] “وصل راباتال بين مفهوم الإدراك (Perception) ومفهوم التمثيل (Representation) واعتبر أن لمفهوم التمثيل معنيين فهو من ناحية إدراك ومن ناحية ثانية محاكاة لإدراك”، العمامي. وجهة النظر في الرواية. ص:159.

[28] السهيمي. مخطوطته الأخيرة. ص:13.

[29] المصدر نفسه، ص:55.

[30] المصدر نفسه، ص:59.

[31] المصدر نفسه، ص:62.

[32] العمامي.  وجهة النظر في الرواية. ص:196.

[33] السهيمي. مخطوطته الأخيرة. ص:54.

[34] المصدر نفسه، الصفحة نفسها.

[35] المصدر نفسه، ص:12.

[36] المصدر نفسه، ص:54.

[37] المصدر نفسه، ص:56.

[38] المصدر نفسه، ص:60.

[39] المصدر نفسه، ص:61.

[40] المصدر نفسه، الصفحة نفسها.

[41] المصدر نفسه، الصفحة نفسها.

[42] المصدر نفسه، ص:62.

[43] المصدر نفسه، ص:13-12.

[44] المصدر نفسه، ص:55.

[45] المصدر نفسه، ص:13.

[46] المصدر نفسه، ص:59

[47] المصدر نفسه، ص:53.

[48] المصدر نفسه، ص:59.

[49] المصدر نفسه، ص:60.

[50] المصدر نفسه، ص:56.

[51] المصدر نفسه، ص:59.

[52] المصدر نفسه، ص:12.

[53] المصدر نفسه، ص:53.

[54] المصدر نفسه، ص:59.

[55] المصدر نفسه، ص:53.

[56] المصدر نفسه، ص:11.

[57] المصدر نفسه، ص:13.

المصادر والمراجع

  • إبراهيم، عبد الله. المتخيل السردي، ط1. بيروت: المركز الثقافي العربي، 1990م.
  • جينيت، جيرار وآخرون. نظرية السرد من وجهة النظر إلى التبئير، تر: ناجي مصطفى، ط1. الدار البيضاء: منشورات الحوار الأكاديمي والجامعي، 1989م.
  • جينيت، جيرارد. خطاب الحكاية، تر: محمد معتصم وعبد الجليل الأزدي وعمر حلي، ط3. الجزائر: منشورات الاختلاف، 2003م.
  • الحاج، ذهيبة حمو. لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب، ط2. تيزي وزو: الأمل للطباعة والنشر والتوزيع، 2012م.
  • زيتوني، لطيف. معجم مصطلحات نقد الرواية، ط1. لبنان: مكتبة لبنان ناشرون، 2002م.
  • السهيمي، صالح بن أحمد. مخطوطته الأخيرة، ط1. جدة: النادي الأدبي الثقافي، 2020م.
  • العمامي، محمد نجيب وآخرون. وجهة النظر في الرواية “بحوث محكمة “، ط1. تونس: دار التنوير للطباعة والنشر، 2015م.
  • القاضي، محمد وآخرون. معجم السرديات، ط1. تونس: دار محمد علي للنشر، 2010م.
  • يقطين، سعيد. تحليل الخطاب الروائي “الزمنالسردالتبئير”، ط3. بيروت: المركز الثقافي العربي، 1997م.

الدوريات

  • مجلة الآداب للدراسات اللغوية والأدبية، ديسمبر 2020م، ع8.
    تحميل المقالة