صحافة الأطفال في سلطنة عمان مجلة “مرشد” أنموذجًا

صحافة الأطفال في سلطنة عمان مجلة

د. محمد محبوب عالم*

ملخص البحث

تعد صحافة الأطفال أداة ثقافية وتربوية وترفيهية تقدم الأفكار والحقائق الجديدة والمعلومات المفيدة بأسلوب جميل يجذب انتباه القراء الصغار. لقد تلقت مجلة “مرشد” الصادرة في عُمان بالإعجاب لدى الصغار، إذ تسعى إلى تقديم المواد العلمية والثقافية للأطفال العمانيين بصورة خاصة وغرس القيم الإسلامية في نفوسهم، وتحفيزهم على القراءة، وتنمية مواهبهم المختلفة وتعريفهم بعراقة تاريخ وتراث وحضارة بلادهم، وإبعادهم عن الأفكار الغربية المسمومة، عن طريق المضامين والقصص والقصائد. وهي حريصة على إبراز الهوية العمانية في موضوعاتها ورسوماتها.

تسعى هذه الدراسة إلى التعرف على صحافة الأطفال في سلطنة عمان، والكشف عن خصائص مجلة “مرشد”، بالإضافة إلى الموضوعات والقضايا المهمة التي تتناولها المجلة للأطفال، معتمدة على المنهج الوصفي.

كلمات مفتاحية: صحافة الأطفال، عمان، مجلة مرشد، القضايا، الموضوعات.

مقدمة

لم تحظ صحافة الأطفال في سلطنة عمان باهتمام كبير، ولم تجذب المهتمين بتربية الأطفال إلى هذا الجانب المهم من أجل تنشئة الأطفال تنشئةً إسلاميةً، وتزويدهم بمعلومات عما يحيط بهم، وتوفير مواد التسلية لهم حسب الفئة العمرية. والسبب يرجع إلى القصور في الاهتمام والدعم من المؤسسات الحكومية، حتى لا تتمتع صحافة الأطفال باهتمام القطاع الخاص بالاستثمار والتشجيع. ظهرت عدة مجلات موجهة إلى الأطفال في عمان، ولكن معظمها لم تتمكن من الاستمرار في صدورها بل احتجبت عن أنظار القراء لأسباب مالية أو بشرية على العموم.

وفي القرن الحادي والعشرين يوجد هناك عدد قليل جدًا من المجلات الموجّهة إلى الأطفال، ومنها مجلة “مرشد” التي تتناولها هذه الدراسة شكلاً وموضوعًا.

صحافة الأطفال في سلطنة عمان

صدرت أول مجلة عمانية تعتني بشؤون الأطفال وتخاطبهم بشكل خاص باسم “أشبال الشبيبة” كملحق أسبوعي لجريدة الشبيبة التي صدر عددها الأول في 4 يونيو عام 1990م، عن دار مسقط للطباعة والنشر. توجهت هذه المجلة الأسبوعية إلى أطفال تتراوح أعمارهم بين 7-17 سنة، مشتملة على 32 صفحة[1]. وحاليًا هي متوقفة.

أصدرت وزارة التراث والثقافة مجلة “قناديل” عام 2006م. وهي مجلة فصلية شاملة تهتم بثقافة الأطفال، وتهدف إلى الارتقاء بمداركهم وشحذ أذهانهم وتغذية روحهم عن طريق الأفكار النبيلة والقصص الممتعة والرسومات وغيرها. وجاء في كلمة التحرير من العدد الأول “ستقرأون في قناديل القصة المصورة والحكاية الشعبية والقصة العالمية والخاطرة والتحقيق والحوار، ومواضيع أخرى متنوعة كثيرة فهي ستنتقل بكم من قنديل لآخر”[2]. وصدر من مجلة “قناديل” العددان فقط[3].

في عام 2012م، صدرت مجلة “أيوب” عن القطاع الخاص والتي كانت تطبع خارج عمان. كانت المجلة بطابع إسلامي عربي عماني، وموجّهة إلى الأطفال من 4-10 سنوات. وصدر العدد العاشر في شهر صفر 1437هـ[4]. قال الشيخ عبد الله العيسري وهو مؤسس مركز عبد الله العيسري ورئيس تحرير المجلة في بيان خاص مع جريدة “الشبيبة”: “نهدف من خلال هذه المجلة إلى التعريف بثقافتنا وموروثاتنا الحضارية وتعريف الأطفال بالبيئة العمانية وجمالياتها من خلال مغامرات تقوم بها شخصيات المجلة وهي أيوب وعلياء والبدوي الصغير، وهي كلها عمانية وترتدي الملابس العمانية”[5].

كما صدرت في عمان ملاحق أخرى للأطفال عن الصحف والمجلات العمانية ومنها: ملحق “الشراع الصغير” عن صحيفة الوطن، وملحق “أولاد وبنات” عن صحيفة الشبيبة، وملحق “أحباب المسجد” عن مجلة رسالة المسجد[6]. وصدر ملحق “أحباب البيئة” عن مجلة الإنسان والبيئة، عن وزارة البيئة والشؤون المناخية، في 15 صفحة ملونة[7]. كان يصدر ملحق “أحباب البيئة” كل ثلاثة شهور، يتضمن موضوعات عديدة مثل القصص القصيرة وبعض ألعاب التسلية والمعلومات الخفيفة والكلمات المتقاطعة حسب الفئة العمرية للأطفال.

ومن الملاحق العمانية المهمة المستمرة في الصدور ملحق “الشرطي الصغير” عن مجلة “العين الساهرة” الصادرة عن إدارة العلاقات العامة بشرطة عمان السلطانية، وصدر العدد الأول من مجلة “الشرطي الصغير” في يناير عام 2004م، وهي تشتمل على 48 صفحة ملونة عامة[8]. صدرت المجلة في بداية رحلتها بعد كل شهرين أو ثلاثة شهور، حيث صدرت خمسة أعداد في عام 2004م. وفي السنوات الأخرى، صدرت أربعة أعداد أو ثلاثة أو عددان فقط. وصدر العدد الستون منها في شهر فبراير عام 2022م. تلقت هذه المجلة إقبالاً كبيرًا وحظيت بشعبية واسعة بين الدارسين الصغار لما تحتوي عليه من مواضيع متنوعة ومناسبة للأطفال. وتهدف المجلة بالأساس إلى بث الوعي بين الأطفال في مجال السلامة العامة وكذلك السلامة المرورية[9]. قالت المشرفة الفنية على “الشرطي الصغير” الملازم أول بدرية بنت راشد التوبية:

“إن ملحق الشرطي الصغير بمجلة العين الساهرة يهدف إلى خلق جيل واعٍ قادر على تجاوز الأخطاء التي ترتكب بحكم العادة، فالتوعية المبكرة أفضل وأكثر فاعلية، وصدر أول مرة بتاريخ الخامس من يناير 2004 لخلق مزيد من التواصل بين الشرطة والمجتمع، فالمجتمع والأسرة هما اللذان يستطيعان خلق القيم والسلوك الحسن في نفوس أطفالنا، وكان هذا الملحق في شكله النهائي ومواضيعه المتنوعة الشاملة والذي يقرأه الكبار والصغار، في إطار السعي إلى تغيير بعض المفاهيم المغلوطة عن طبيعة ودور الشرطي مع بقية أعضاء المجتمع ترجمة لشعار كلنا شرطة… إن الشرطي الصغير يقوم بدور أساسي في توعية الأطفال وتثقيفهم في جانب السلامة المرورية والعامة وغرس روح الإحساس بالمسؤولية في نفوسهم من خلال شخصية الشرطي الصغير، مما يوطد الشراكة المجتمعية ويمتد دوره إلى الجانب التوعوي الأمني الخارجي… وذلك بهدف إيصال الرسالة كاملة لهم ولإعدادهم لبناء المستقبل وتحمل المسؤولية”[10].

لا تغفل مجلة “الشرطي الصغير” عن الموضوعات الأدبية من القصص والقصائد، والموضوعات الدينية والعلمية والترفيهية، ومشاركات الأطفال الصغار الأدبية. وكذلك تهتم المجلة بنشر صور الأطفال ورسوماتهم.

تمت إضافة جديدة قيمة إلى صحافة الأطفال في سلطنة عمان في شهر فبراير عام 2016م، وذلك بظهور مجلة “مرشد” تحت شعار “أول مجلة أطفال عمانية” عن مركز تكنولوجيا الصحافة والنشر والإعلان[11]. لقد أشار الرئيس التنفيذي للمجلة حمود الطوقي إلى أهداف إصدار المجلة بقوله “ترسيخ اسم المجلة بأهدافها في أذهان الفئة المستهدفة من الأطفال والتوسع في نشرها على مستوى الوطن العربي وذلك تنمية لخيالهم ودعما لأحلامهم وتحقيقا لطموحاتهم… وتوفير جميع احتياجات الطفل في كافة الجوانب الفكرية والثقافية وزرع الولاء والانتماء الديني الوطني”[12].

فالمجلة تهدف إلى تقديم المادة العلمية والثقافية للأطفال العمانيين وغرس القيم الإسلامية والقيم العليا في نفوسهم، وتحفيزهم على القراءة، وتنمية مواهبهم المختلفة وتعريفهم بعراقة تاريخ وتراث وحضارة بلادهم، وإبعادهم عن الأفكار الغربية المسمومة. تصدر هذه المجلة بعد كل شهرين أو شهر، موجهة إلى الأطفال من 6 إلى 12 سنة، دون أي إشارة إلى ذلك على غلاف المجلة، وتستمر المجلة في الصدور بانتظام حتى اليوم.

رأى العدد الأول من مجلة “مرشد” الصادرة عن مركز تكنولوجيا الصحافة والنشر والإعلان، النور في شهر فبراير عام 2016م. “الطريق نحو إصدرا مجلة “مرشد”، بدأ منذ العام 2005، من خلال إضافة صفحات خاصة بالطفل في مجلة “الواحة” حملت عنوان “واحة الطفل”، وبين كل عدد وبعد ملاحظة القائمين على هذه الصفحات مدى تعلق الأطفال بملحق واحة الطفل، سعى الرئيس التنفيذي لمجلة مرشد حمود بن علي الطوقي جاهدا ببذل كل ما في وسعه حول إمكانية إصدار مجلة عمانية خاصة للأطفال تعبر عن أفكارهم وطموحاتهم، وتربطهم بالقراءة والكتابة، فضلاً عن تحفيزهم على التمسك بأصالتهم التاريخية، عن طريق إحياء علاقتهم بتراث الأجداد … وبعد دراسات وجلسات نقاشية عديدة تم وضع التصور الكامل لمجلة مرشد وتم تدشينها في معرض الكتاب الدولي عام 2016م”[13].

تصدر المجلة بالعموم شهريا، أو بعد كل شهرين، حيث صدرت ثلاثة أعداد حتى يونيو عام 2016م، و72 عددًا حتى يونيو عام 2022م، دون الإشارة إلى ذلك على غلاف المجلة، ويضم الغلاف شعارها “أول مجلة أطفال عمانية” مع الإشارة إلى تواريخ النشر والعدد.

الرئيس التفنيذي للمجلة هو حمود بن علي الطوقي، وتتولى بشرى بنت محمد الحارثية رئاسة تحرير المجلة[14].

اختارت المجلة اسم “مرشد” من التاريخ العماني، وهو “يرمز للشخصية العمانية ناصر بن مرشد اليعربي، مؤسس دولة اليعاربة في سلطنة عمان والذي ساهم في طرد البرتغاليين من سلطنة عمان، وفي عهده اشتهرت عمان بقوة أسطولها البحري”[15]. وظهرت هذه الشخصية على غلاف المجلة في صورة طفل مرتديا لباسًا عمانيًا تقليديًا، وحاملا ثلاث بالونات تشير إلى أهداف المجلة التي ترغب المجلة في زرعها في نفوس الأطفال، وهي: العلم والأخلاق والانتماء. وتكمن رسالة المجلة في “توفير جميع احتياجات الطفل في كافة الجوانب الفكرية والثقافية وزرع الولاء والانتماء الديني والوطني”[16]. فإن الهدف الرئيس للمجلة هو تنمية الانتماء الوطني والقيم العمانية والعربية والإسلامية والإنسانية.

صدر العدد الأول في حدود 56 صفحة، ثم تراجع عدد الصفحات إلى 48 صفحة، سوى الأعداد الممتازة. وتتوجه المجلة إلى الأطفال من سن 6 إلى 12 سنة[17]، دون الإشارة إلى الفئة العمرية المستهدفة على غلاف المجلة.

تحظى المجلة بأبواب كثيرة متنوعة تلبي رغبات الأطفال، ومنها باب “مغامرات مرشد”. ومرشد (شخصية من الشخصيات الخاصة بالمجلة) يجسد الشخصية العمانية ولا يتجاوز عمره اثني عشر عامًا وهو يحب القراءة ويقضي معظم أوقاته بين صفحات الكتب ويسأل جدَّه عن كل ما يخطر بباله، فإنه يتحدث مع جده في كل عدد من أعداد المجلة عن أبرز الشخصيات العمانية أو الشخصيات التاريخية، في مجالات مختلفة بأسلوب ممتع ومثير لاهتمامات الأطفال بحب المعرفة عن تلك الشخصيات البارزة، ويأتي هذا الباب في حلقات متسلسلة وصورة السيناريوت، ويتضمن الغلاف الأمامي ذلك بالكتابة والصورة، ومنها: المهلب بن أبي صفرة[18]، ومازن بن غضوبة أول من أسلم من أهل عمان[19]، والستالي شاعر النباهنة وهو أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي[20]، وأم هود واسمها شيخة بنت سليمان المحروقية، صانعة العطاء والأيقونة للعمل الخيري[21]، وأبو الريحان البيروني[22]. نأتي هنا بنموذج من مغامرات مرشد بعنوان “السفير أحمد بن النعمان الكعبي أول سفير عربي”:

“-جدي .. جدي

-أهلا يا مرشد .. ماذا هناك

-هذه إفادة من المدرسة لقد تم ترشيحي لأكون سفيرًا عن مدرستي في الملتقى الطلابي

-ممتاز يا مرشد وهذا الاختيار جاء دليلاً على تفوقك وحسن سيرتك

-وكيف عرفت ذلك يا جدي؟

-مهمة السفير يا بني عظيمة وشاقة، فلا بد أن يكون السفير صاحب علم وشجاعة وذكاء وحكمة

-وهذا ما اتصف به أحمد بن النعمان الكعبي

-ومن يكون أحمد بن النعمان الكعبي؟

-إنه أول سفير عربي إلى الولايات المتحدة الأمريكية. يقال بأنه ولد سنة 1784م في البصرة، ويتقن اللغة الإنجليزية، وهي من الأمور النادرة جدا في تلك الأيام. وقد عُرف عنه بالأمانة وحب الأسفار.

-اشتهرت عمان في عهد السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي بمكانة مرموقة في أوروبا وآسيا وأفريقيا. كان أحمد بن النعمان هو الساعد الأيمن للسيد سعيد بن سلطان، فقد كان كاتبه ووزيره، وخازن أسراره، ويوكل إليه المهام الصعبة.

-سافر أحمد بن النعمان إلى عدة دول لتوسيع خطوط تجارة عمان مع دول العالم. وكان سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أهم الرحلات التي قام بها أحمد بن النعمان حيث استغرقت رحلته (87) يومًا على متن السفينة سلطانة حتى استطاع أن يصل إلى ميناء نيويورك.

-يا إلهي 87 يومًا يبدو أنها رحلة طويلة وشاقة!

-نعم يا بني لهذا يعتبر أحمد بن النعمان أول سفير عربي استطاع أن يصل إلى أمريكا.

-وكانت رحلة ناجحة بجميع المقاييس، وما يزال مبنى مدينة نيويورك في الدور الثالث يحتفظ بصورة رسمها الرسام الأميركي إدوارد موني لسفيرنا الكبير أحمد بن نعمان الكعبي.

-وقد كتبت عنه الصحف واحتفلت الحكومة بزيارته واستقبله كثير من المسؤولين”[23].

إن باب “براعم القرآن” الذي يبتدئ بـ”أهلاً بكم أحباب الرحمن، وما يزال هناك كثير من براعمنا الصغار الذين حفظوا القرآن وعاشوا معه أجمل اللحظات”، أيضا باب ثابت، ويعرض الباب في كل عدد حافظًا/حافظة من حفظة القرآن الكريم: مع ذكر اسمه وعدد الأجزاء التي يحفظها. وفي الواقع يلهم هذا الباب الأطفال الآخرين، ويحثهم على التمسك بالقرآن الكريم، وتلاوة آياته وحفظها، إذ يضم الباب كلمة تشجيعية من الطفل لبقية أقرانه. نعرض هنا هذا النموذج من باب “براعم القرآن”: “عائشة بنت محمد بن صالح الهاشمي برعم القرآن لهذا العدد. عمرها ست سنوات، وهي تدرس في المرحلة التمهيدية لما قبل المدرسة. اهتمت بها والدتها اهتمامًا كبيرًا وكرّست كل جهدها في تحفيظها القرآن الكريم، فمنذ نعومة أظافرها كانت تردد معها والدتها الآيات القرآنية، وتقصّ لها قصص السور بأسلوب شائق وماتع مما أدى ذلك إلى تحفيزها وتشجيعها للحفظ، وسرد القصص. بدأت بتحفيظها سورة الفاتحة ثم جزء )عمّ( بمساعدة والدها ومعلمتها.

عائشة تحفظ أيضًا الخمس الآيات الأولى من سورة البقرة، إذ ساعدها الاستماع الدائم للآيات المقرر حفظها يوميًا قبل النوم حسب الجدول المقترح، وترديد الآيات معها عند قيامها من النوم وأيضا في أثناء ركوب السيارة مع أبيها.

تتقدم عائشة بالشكر الجزيل لمجلة مرشد لأنها أتاحت لها فرصة التعبير عن تجربتها في حفظ القرآن الكريم وتدعو جميع زملائها بالتمسك بكتاب الله وتلاوة آياته وحفظها”[24].

ويتحدث باب “المبدعون الصغار” عن المجالات التي يبدع فيها الصغار، لتبرز تلك المهارات والمواهب التي يتمتعون بها على أطفال آخرين فيستلهمون منهم، فيتمثل الهدف الأساسي لهذا الباب من خلال سرد القصص الواقعية في تشجيع الأطفال على تنمية مهاراتهم وصقل مواهبهم في مجالات مختلفة تلامس حياتهم، فعلى سبيل المثال: إلياس بن سلطان الزكواني البالغ من العمر 8 سنوات، بارع في رياضة الفروسية، وانضم أيضًا إلى نادي التايكواندو ليدافع عن نفسه إذا اقتضى الأمر. وبالإضافة إلى ذلك، إنه يقوم بممارسة رياضة السباحة في بعض  الأحيان لتنشيط عضلاته. وهو يفعل كل ذلك في أوقات فراغه ويوازن بين هواياته ودراسته، فيدعو الأطفال الآخرين إلى ممارسة أنشطة متنوعة بدلا من استخدامهم الأجهزة الإلكترونية، لما لها من فوائد كثيرة ومتعة[25]، وحمد بن حمود الخميسي البالغ من العمر 14 عامًا، وهو يحب التمثيل المسرحي، وشارك في عديد من العروض المسرحية وتفوق في أداء أدواره. ويقول للأطفال: “إن هوايته لم تمنعه من التفوق في مدرسته كعب بن زايد للتعليم الأساسي وينصحهم بأن يوازنوا بين هواياتهم ودراستهم”[26]، ورناد البلوشية البالغة من العمر 14 عامًا، تحب قراءة مختلف أنواع الكتب منذ صغرها وهذا ما أدى إلى أن تتحدث بلسان فصيح، ويحاول الأطفال محاكاتها[27].

وهناك باب ممتع لمغامرات معاذ ومنطاده العجيب الذي يتجول عبر منطاده العجيب في المناطق السياحية الشهيرة في سلطنة عمان، ويأخذ القراء إلى أهم الملامح السياحية التي تتمتع بها عمان، ويستكشف في كل عدد مكانًا آخر لمغامرة جديدة، ومن مغامراته تجربة الغوص في بندر خيران، ومشاهدة الدلافين[28]، وكهف الهوتة وهو كهف طبيعي عملاق[29]، وقرية وَكان[30].

كما تتزين بعض أعداد المجلة بباب معنون بـ”الرحالة الصغير”، وهذا الباب أيضا يشتمل على مغامرات ورحلات سياحية مليئة بالمعلومات عن الأماكن الشهيرة والطبيعة الخلابة التي تتمتع بها سلطنة عمان. وهذا باب نافع وجذاب للأطفال، إذ يعرفِّهم ببلدهم وثرواتهم التاريخية والطبيعية[31].

خصصت المجلة بابًا ثابتًا بعنوان “اسألوا ماما بدرية” للإجابات على الأسئلة التي يرسلها أصدقاء المجلة إليها. يسأل قراء المجلة عن كل ما يدور في أذهانهم، وتجيب المجلة على تلك الأسئلة بأسلوب تعليمي وتربوي جميل. ويهدف هذا الباب أساسًا إلى تربية الأطفال تربية إسلامية، وترسيخ القيم الاجتماعية في أذهانهم، وتزويدهم بمعلومات عن المجالات العلمية. نذكر بعض النماذج من هذا الباب:

“إياد يسأل: هل صحيح أنّ الجزرَ يقوي النّظر؟

عزيزي إياد، الجزر من الخضراوات المفيدة للجسم بصفة عامة، ولحاسة البصر بشكل خاص؛ لأنه يحتوي على الفيتامين (أ) الذي يساعدنا على تقوية العين، وبالتالي على الرؤية الجيدة”[32].

ليان تسأل “صديقتي تحبّني كثيرًا، وهي تخبرني بما يحدث في بيتهم. هل ما تفعله صحيح؟

جميل أن تكون علاقتك بصديقتك قوية، ولكن البيوت أسرار عزيزتي ليان، وعلينا أن نحفظ أسرار بيوتنا، ولا نخبر بها الأصدقاء المقرّبين بقدر الإمكان. عندما تبدأ صديقتك بالحديث عمّا يحدث في منزلها أخبريها بذلك، واحرصي على حفظ أسرارها إن أخبرتك بها وقدّمي لها النصح والمشورة”[33].

تتميز هذه المجلة باستخدام الصور، حيث تقدم المواد الدينية أيضًا في صورة السيناريوهات، ومن هذه المواد هذا النموذج التالي:

“-السلام عليك ياجدي، هل لديك متسع من الوقت للإجابة عن سؤالي؟

-بكل سرور يا بني، وأنا فخور بك لأنك مقبل على المعرفة.

-ماذا يجب علي بعد البلوغ، فقد قرأت في الصفحتين التاسعة والعاشرة من الكتاب، ولم أفهم الكثير.

-سن البلوغ يا بني هي السن الموجبة للإيمان والعمل بما أنزل الله تعالى.

-وبما أؤمن يا جدي؟

-أول ما يجب عليك معرفته أن لك صانعا وخالقا أوجدك من العدم إلى الوجود وهو الله تعالى، وأن جميع المخلوقات محتاجة إليه وهو غني عنها.

-وبم يتصف الله تعالى؟

يتصف سبحانه بالكمال الذاتي، ولا يصح أن يوصف بشيء من صفات النقص، ويستحيل علينا إدراكه ومعرفته بالحواس. تعالى ربنا عن كل نقص علوا كبيرا يا بني”[34].

من اهتمام المجلة بالموضوعات الدينية أن أعدادها تتضمن القصص القرآنية، والقصص عن حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم، تحت باب ثابت “أحسن القصص”. ومن بين تلك القصص “نبي الله يوسف عليه السلام”[35]، والهجرة النبوية[36]. في هذا الباب، يتم عرض الآية/الآيات القرآنية فتحكى القصة في ضوئها. وعلاوة على ذلك، يجد القراء المواد الدينية الأخرى المتناثرة في صفحات المجلة، مثل: موضوع “المولد النبوي .. نور أضاء الكون”[37].

تنشر المجلة القصائد الشعرية/الأناشيد، إلا أنها لا تهتم بالجانب الشعري كثيرًا، حيث يتضمن كل عدد قصيدة/أنشودة فقط تحت باب ثابت “حكايا شعرية”. وأما موضوعاتها فإنها متشعبة بين الدينية والوطنية والاجتماعية والعلمية…، باستخدام الأسلوب السهل تماشيًا مع الفئة العمرية التي تتوجه إليها المجلة. نقدم هذا النموذج المعنون بـ”طاعة الوالدين”[38].

إن أمي في حياتي     من أرق الأغنياتِ

أنا لا أُغضب أمي       أو أبي في حركاتي

فرِضا أمي سبيلي      وهو أغلى أمنياتي

إن ربي قد دعانا         لاحترام الوالداتِ

أنا لا أزعج أيًا           منهما بالصرخاتِ

سامعٌ للأمر حتى        يمنحاني البركاتِ

إن أمي حملتني         وهي خير العاطفاتِ

وأبي من أجل سعدي   يتحلى بالثباتِ

أعطياني كل شيءٍ     من حنانٍ وهباتِ

ومن المواد الأدبية في المجلة باب “مكتبة مرشد” الذي يكون ثريًا بأروع القصص والكتب، ويقدِّم في كل عدد عنوانًا جديدًا لكي يستمتع قراء المجلة بقراءته. وفي الواقع هذا أمر يحسب جيدًا للقراء، ومن خلال هذا الباب يتم تقديم استعراض بسيط لأحد الكتب القصصية للأطفال، وتعريف موجز بمؤلفيها، فتقوم هذه الطريقة بإثارة فضول الأطفال على قراءة مختلف الكتب وتزويدهم بمعلومات عن الكتب وأصحابها، نذكر قصة “البطة جميلة” كنموذج:

“عاشت البطة جميلة في مزرعة مع الدّجاج، لكنّها كانت منزعجة لأن زوجة المزارع لا تسمح لها بأن تفقس بيضها وترقد عليه بنفسها. حاولت البطّة جميلة أن تخفي بيضها، لكنها لم تنجح. لذلك قررت أن تصنع عشا بعيدا عن المزرعة.

فما الأخطار التي واجهتها خلال محاولتها البحث عن عش آمن لبيضها في الغابة؟

وما الذي جعل السيد ذو الشوارب الرملية يعرض عليها المساعدة؟ وكيف انتهت مغامرتها؟

هذا ما سنعرفه من خلال قصتنا البطة جميلة؛ تأليف الكاتبة والرّسامة والشاعرة البريطانية بيتركس بوتر التي اشتهرت مؤلفاتها في أرجاء العالم وترجمة المترجم والناشر في مجال أدب الطفل العالمي: العماني فهد بن عامر السعيدي. نشرتها مكتبة البطريق العمانية التي تهدف إلى نشر الثقافة والعلوم إلى الجيل الناشئ بترجمة أهم القصص والروايات العالمية. رسوم الرسامة العمانية نجلاء بنت هلال المنذرية. قصتنا من سلسلة عالم الأرنب مريبع وقد تُرجمت من الإنجليزية إلى العربية وتميزت بملاءمتها لثقافة الطفل العربي، وبأحداثها التي تدور في الغابة والمزارع والقرى.

قصتنا تعلم الطفل الأخلاق الحسنة والقيم الإنسانية من خلال عالم خياليّ أبطاله من الحيوانات . قراءة ممتعة ومسليّة أحبائي أصدقاء مجلة مرشد”[39].

ونظرًا إلى أهمية الحكايات الشعبية في إثراء خيال الطفل وربطه ببيئته، حيث تنتقل الحكايات الشعبية من جيل إلى آخر، وتعتبر مرآةً لعادات ومعتقدات الشعوب، ولها دور وظيفي مهم في حفظ التراث وتناقل الأحداث والمعايير الاجتماعية، فإن المجلة خصصت بابًا بعنوان “حكاية جدتي شيخة”، فيه تحكي الجدة لأحفادها الذين يجتمعون حولها القصصَ الشعبية من التراث العماني، وهذا الباب قد نال إقبالاً كبيرًا من جانب القراء الصغار. وإن الحكايات الواردة في هذا الباب لها أنواع عديدة تتضمن القضايا الاجتماعية والقيم الخلقية والعادات الاجتماعية، ومن هذه الحكايات حكاية “ماذا تصنع جدتي؟”[40] التي تصنع فيه الكحل العماني بالقطن وزيت السمك والسمن العماني.

كما تعالج أعداد المجلة تراجم الكتاب والشعراء، مثل “عالم الشعراء وشاعر العلماء ابن دريد الأزدي”[41].  

يجد قراء المجلة بابًا ممتعًا ومفيدًا للغاية وهو “مازن … المستثمر الصغير” الذي يهتم بالتربية المالية للأطفال، فيقدم معلومات نافعة حول كيفية استخدام الطرق الصحيحة لثقافة الاستثمار وأهمية الادخار واستغلال موارد البيئة بطريقة صحيحة، حيث يعرض كل عدد أفكارًا بسيطة لمشاريع استثمارية بنكهة طفولية في صورة قصة مصورة. وليست هذه قصصا فقط بل تحمل قيما سامية، كما يتضح من هذا النموذج التالي:

“-يا لها من حصّالة كبيرة بشكل مميز، يبدو أنها ثقيلة جدا.

-بداخل الحصالة تجد نقودك التي كنت تعطيني إياها طيلة العام الماضي لأدخرها لك.

-سأشتري جهازا لوحيا جديدا.

-ألم تخبرني بأنك تعرف أطفالا لا يملكون النقود الكافية لشراء ملابس العيد لهم، وأنك ترغب في مساعدتهم؟

-بسم الله الرحمن الرحيم: “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم”، صدق الله العظيم.

تأمل معي يا بني في هذه الآية الكريمة.

أنا أريد جهازا جديدا، لكن … وها أنا ذا مستعد يا أمي للتبرع بمدخراتي كما أخبرتك سابقا.

وتأكد يا بني بأن الله سيعوضك، وسيحقق لك ما تريد.

انظري يا أمي لقد حصلت على عيديات تكفي لشراء الجهاز الذي أحلم به.

الحمد لله يا مازن. إنما هذا بفضل مساعدتك للآخرين، وإسعادك لهم”[42].

تهتم المجلة بالمواد العلمية اهتمامًا كبيرًا بأسلوب جاذب للأطفال. لقد أطلقت المجلة سلسلةً بعنوان “أمين وحكاية الذهب الأسود” الذي يواصل رحلته في كل عدد بتقديم معلومات متنوعة عن طريقة تكوين النفط والعمليات الكيمائية التي يمر بها النفط، ويتم تقديم هذه المعلومات مع الصور خطوة بعد خطوة لكي لا يصعب استيعابها للأطفال.

ومن النواحي العلمية لهذه المجلة أنها أطلقت سلسلة اختراعات فهيم بهدف استثارة قدرات التفكير الإبداعي لدى الأطفال، وصقل مزاجهم العلمي وتعليمهم القيام بتطوير الاختراعات البسيطة السهلة في المنزل. يأتي فهيم في كل عدد باختراعات يقوم بها ظريفا وهزليا، وتكون مفيدة له ولغيره. ولا ريب فيه أن هذه السلسلة تلبي رغبات القرّاء في المجال العلمي، وتحثهم على القيام باختراعات جديدة بمساعدة عائلاتهم أو أصدقائهم، مثل موضوع “خلاطة فهيم العجيبة”[43].

لقد خصصت المجلة بابين ثابتين “أحلى البنات مع حلا” و”مطبخ حلا”، يقدِّم الباب الأول وصفات ونصائح للبنات، ويعرض معلومات مفيدة بالعموم عن كيفية الوقاية من أضرار تلحق بهن، وعلى سبيل المثال: “وصفة الصبّار مع زيت السمسم”[44] للعناية بالبشرة، حيث تعمل هذه الوصفة على تغذية الشعر من جذوره، وعلاج أية أمراض جلدية في فروة، فيتم تقديم فوائد تلك الوصفة ومكوناتها وكذلك طريقة تحضيرها.

وأما الباب الثاني وهو مطبخ حلا فهو أيضاً غني جدا بالمعلومات المفيدة عن تحضير بعض الأطباق الشهية الصحية، وهذا يزيد من ثقة البنات بأنفسهن في إعداد بعض الأطباق ويعودِّهن على الطبخ منذ صغرهن، وينفرهن من المأكولات غير الصحية، ويكسب إياهن أسلوب التغذية الصحية. وفيه أيضًا يتم ذكر المقادير/المكونات وطريقة التحضير خطوة بعد خطوة، مثل عصير “جزر وبرتقال”[45].

فيتضمن كلا البابين مع حلا موادًا علميةً تجلب فوائد جمة لصحة البنات خاصة والبنين عامة.

كما يجد القراء زوايا في المجلة تهتم بصحة الأطفال وكيفية الوقاية من الأمراض “استخدامكم المفرط للأجهزة الإلكترونية يسبب لكم أضرارًا كثيرةً منها جفاف في العين، وآلاما في الرقبة، واضطرابات في النوم. الحل هو أن نضع لها أوقاتا محددة ونتعامل معها بوعي لنستخدمها بطريقة سليمة”[46].

كما تستهدف المجلة تربية الأطفال البيئية لأن الأطفال يحتاجون إلى تعلم كل ما يتعلق ببيئتهم، فتنشر الموضوعات التي تبث الوعي البيئي لدى الأطفال، وتقدم معلومات عن مشكلات البيئة، وتحثهم على المحافظة عليها.

لا تمهل المجلة أهمية المعلومات عن الحيوانات المختلفة للأطفال. لقد خصّصت بابًا بعنوان “حيوانات من بيئتي العمانية” لتذكر بعض المعلومات للأطفال عن الحيوانات، على لسان الحيوانات نفسها، وهذا أسلوب يجذب انتباه الأطفال إليها كثيرًا، نقدم هذا النموذج المعنون بـ”النمر العربي”:

“أنا النمر العربي من الحيوانات النادرة في سلطنة عمان أعيش في جبال ظفار، ويطلقون عليّ اسم “القضر” لون فروي ذهبيٌّ فاتح، تتوزّع فيه نقاطٌ سوداء تميّزني عن غيري تعجبني العزلة، وأحبُّ العيش بعيدًا عن الأماكن المزدحمة بالسكان. في فترة النهار أكون قليل النشاط، لكنّي في وقت الليل أنشط كثيرًا.

طعامي المفضل: الطيور، والأرانب، والغزلان، وأحبّ لحوم الماشية والجمال، مشكلتي أني أتعرض للقنص من مربي الماشية بشكل مكثف؛ لهذا أصبحت مهددًا بالانقراض.

في بلادي الجميلة عُمان وُضعت قوانين تشريعاتٌ لحماية سُلالتي من الانقراض، كما تمّ إنشاء محمية جبل سمحان الطبيعيّة في ظفار كي أحيا فيها بسلام”[47].

هناك باب مهم وممتع للغاية للأطفال في هذه المجلة وهو “سلة عرفان” عرفان هو إحدى الشخصيات الخاصة بالمجلة. يشتمل الباب على مساحة صفحة فقط، لكنه ثري بالمعلومات المتنوعة عن مختلف العلوم والمعارف، ويبتدأ الباب بـ”أنا عرفان أحب القراءة في مختلف العلوم والمعارف. ستجدون في سلة معلوماتي مجموعةً من المعارف الجميلة، والغريبة، والمفيدة، والطريفة”. فيجد القراء في هذا الباب معلومات عن الاختراعات الحديثة، والفواكه والأغذية الصحية، والبحار والمحيطات والحيوانات، إلى جانب المعلومات التاريخية. ويحتوي العدد 33 من المجلة على معلومات مفيدة عن مختلف المكتبات المتواجدة في أرجاء العالم مثل: مكتبة الجمل في كينيا، ومكتبة الصين الجديدة، ومكتبة الإسكندرية، والمكتبة الدنماركية الملكية، إلا أن هذا الباب تغلب عليه المعلومات العلمية.

لا تهتم المجلة بالموضوعات السياسية بشكل مباشر اهتمامًا كبيرًا، حيث تحتوي بعض أعداد المجلة على المواد السياسية مثل “يوم النهضة العمانية”، هذا هو اليوم (23 يوليو 1970م) الذي تولى فيه السلطان قابوس بن سعيد حكم سلطنة عمان.

لا تخلو المجلة من المواد الرياضية، فيتضمن بعض الأعداد موادًا عن أنواع من الرياضة وأبطالها. وأطلقت المجلة بابا بعنوان “أولمبياد” وهذا الباب خاص بالمواد الرياضية، ويوفِّر معلومات عن الشخصيات الرياضية الشهيرة، كنموذج مناسب لمحبي الرياضة من القرّاء الصغار.

وأما الموضوعات الفنية فإن المجلة تنشر الرسومات التي يرسلها الأطفال إليها، وتقدم معلومات عن الأفلام الخاصة بالأطفال، دون نشر أي شيء يتعارض مع المفاهيم الإسلامية.

وبهدف تنمية مواهب الأطفال الكتابية وصقل ملكاتهم الفنية، خصصت المجلة مساحة واسعة من صفحاتها تعرض فيها كتابات الأطفال ورسوماتهم التي يرسلونها إلى المجلة.

وأما فيما يتعلق بالمواد الترفيهية فإن قرّاء المجلة يتمتعون بأبواب عديدة مثل: هيا ترسم مع مرشد، ولون معنا، ومرِّن عقلا مع ماهر، واكتشاف الفرق بين الصورتين، والطريق الصحيح، والمربع الصحيح وما إلى ذلك.

لا تخلو المجلة من أخبار لها صلة بالأطفال، فهناك باب مخصص بعنوان “أخبار مرشد” يحتوي على الأخبار عن النشاطات والفعاليات والورش التدريبية التي تنظِّمها مجلة مرشد للأطفال، وكذلك على الأخبار عن الأنشطة والفعاليات التي تُعقَد للأطفال في مدارس مختلفة، وما إلى ذلك.

ويحتوي كل عدد من أعدادها على صور الأطفال مع أسمائهم وأعمارهم على مساحة صفحتين تحت باب ثابت “أصدقاء مرشد”.

لا تعتمد المجلة على الإعلانات إلا نادرًا، مع أنها تصدر عن مؤسسة خاصة. وتخلو المجلة من المسابقات مدفوعة الجوائز، إلا تتضمن بعض أعدادها المسابقات.

خاتمة البحث

تحظى مجلة “مرشد” منذ انطلاقها بقبول حسن وإقبال كبير من قبل الأطفال وأولياء الأمور، وذلك نظرًا لما تقدمه من مواضيع متنوعة شائقة تقرِّب الأطفال من بيئتهم، وترسِّخ في أذهانهم الثقافة العمانية والقيم العليا.

ومما يميّز مجلة مرشد عن غيرها هو بروز الهوية العمانية في موضوعاتها ورسوماتها. ويفتخر الطفل من عمان بوجود هذه المجلة لأنها تنقل هويته وثقافته إلى الأطفال من الدول العربية الأخرى. وعلى سبيل المثال: فإن “حكايات جدتي شيخة” و”لعبتي الشعبية” تهتم بالموروث الشعبي باستخدام أسلوب مشوق جدا.

وتشهد مجلة مرشد تطورًا جوهريًا في الأبواب الممتعة والتصميم الأنيق مع مرور الوقت. ويتم استحداث أبوابها من الأخرى تماشيًا مع ميول القراء ومتطلبات الوقت، لذا يزيد عدد أصدقاء المجلة يومًا فيومًا.

* مركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي، الهند.

[1] موسوعة مجلات الأطفال في العالم العربي. القاهرة: دار الكتب المصرية، 2005م، ص:17-18.

[2] “زوايا ثقافية) و(قناديل) .. مجلتان جديدتان تصدرهما وزارة التراث والثقافة”، سبلة العرب-https://om.s-oman.net، تاريخ النشر: 12 يونيو 2006م، تاريخ الاطلاع: 16 يناير 2019م.

[3] العيسري، د. عامر بن محمد بن عامر. “صحافة الأطفال إلى أين؟”، صحيفة الرؤية-www.alroya.om، تاريخ النشر: 4 يناير 2018م، تاريخ الاطلاع: 17 يناير 2019م.

[4] ينظر: غلاف مجلة “أيوب”، العدد العاشر، صفر، 1437هـ.

[5] الهدابي، مالك بن أحمد. “أيوب”… مجلة أطفال عمانية تصدر في بريطانيا”، الشبيبة-https://www.shabiba.com، تاريخ النشر: 20 مايو 2012م، تاريخ الاطلاع: 22 ديسمبر 2018م.

[6] العيسري، د. عامر بن محمد بن عامر. “صحافة الأطفال إلى أين؟”، صحيفة الرؤية-www.alroya.om، تاريخ النشر: 4 يناير 2018م، تاريخ الاطلاع: 17 يناير 2019م.

[7] ينظر: ملحق “أحباب البيئة”، العدد الثاني، د.ت.

[8] ينظر: غلاف مجلة “الشرطي الصغير”، العدد الأول،  يناير 2004م.

[9] ينظر: الموقع الرسمي لشرطة عمان السلطانية-http://www.rop.gov.om

[10] “إقبال كبير على “الشرطي الصغير” بفضل الأنشطة والفعاليات المتنوعة لتوعية الأطفال”، صحيفة الرؤية-www.alroya.om، تاريخ النشر: 3 مايو 2017م، تاريخ الاطلاع: 17 يناير 2019م.

[11] ينظر: مجلة “مرشد”، العدد الأول، فبراير 2016م.

[12] المعمري، عفراء. “مجلة مرشد.. قصة طموح انتهت في يد طفل”، http://note-mag.com، تاريخ النشر: 23 سبتمبر 2016م، تاريخ الاطلاع: 22 ديسمبر 2018م.

[13] ينظر: الموقع الإلكتروني للمجلة، مرشد-www.murshidkids.com، تاريخ الاطلاع: 20 يناير 2020م.

[14] ينظر: مجلة “مرشد”، ع38، أغسطس 2019م.

[15] ينظر: الموقع الإلكتروني الخاص بالمجلة، تاريخ الاطلاع: 20 يناير 2020م.

[16] المرجع نفسه.

[17] المعمري، عفراء. “مجلة مرشد.. قصة طموح انتهت في يد طفل”، نوت-www.note-mag.com، تاريخ النشر: 23 سبتمبر 2016م، تاريخ الاطلاع: 12 يونيو 2019م.

[18] مجلة “مرشد”، ع22، أبريل 2018م، ص:4-6.

[19] المرجع نفسه، ع26، أغسطس 2018م، ص:4-6.

[20] المرجع نفسه، ع36، يونيو 2019م، ص:4-6.

[21] المرجع نفسه، ع30، ديسمبر 2018م، ص:4-6.

[22] المرجع نفسه، ع20، فبراير 2018م، ص:4-6.

[23] المرجع نفسه، ع37، يوليو 2019م، ص:4-6.

[24] المرجع نفسه، ع37، يوليو 2019م، ص:7.

[25] المرجع نفسه، ع38، أغسطس 2019م، ص:8.

[26] المرجع نفسه، ع32، فبراير 2019م، ص:8.

[27] المرجع نفسه، ع28، أكتوبر 2018م، ص:8.

[28] المرجع نفسه، ع32، فبراير 2019م، ص:18-19.

[29] المرجع نفسه، ع28، أكتوبر 2018م، ص:18-19.

[30] المرجع نفسه، ع38، أغسطس 2019م، ص:18-19.

[31] المرجع نفسه، ع22، أبريل 2018م، ص:18-19، وأيضًا، ع23، مايو 2018م، ص:18-19.

[32] المرجع نفسه، ع36، يونيو 2019م، ص:24.

[33] المرجع نفسه، ع28، أكتوبر 2018م، ص:25.

[34] المرجع نفسه، ع28، أكتوبر 2018م، ص:28.

[35] المرجع نفسه، ع32، فبراير 2019م، ص:22-23.

[36] المرجع نفسه، ع38، أغسطس 2019م، ص:22-23.

[37] المرجع نفسه، ع29، نوفمبر 2018م، ص:9.

[38] المرجع نفسه، ع33، مارس 2019م، ص:33.

[39] المرجع نفسه، ع36، يونيو 2019م، ص:9.

[40] المرجع نفسه، ع27، سبتمبر 2018م، ص:20-21.

[41] المرجع نفسه، ع29، نوفمبر 2018م، ص:4-6.

[42] المرجع نفسه، ع23، مايو 2018م، ص:26-27.

[43] المرجع نفسه، ع36، يونيو 2019م، ص:31-32.

[44] المرجع نفسه، ع28، أكتوبر 2018م، ص:28.

[45] المرجع نفسه، ع28، أكتوبر 2018م، ص:29.

[46] المرجع نفسه،ع32، فبراير 2019م، ص:9.

[47] المرجع نفسه،ع22، أبريل 2018م، ص:37.

المصادر والمراجع

  • مجلة “الشرطي الصغير”.
  • مجلة “أيوب”.
  • مجلة “مرشد”.
  • ملحق “أحباب البيئة”.
  • موسوعة مجلات الأطفال في العالم العربي. القاهرة: دار الكتب المصرية، 2005م.

المواقع الإلكترونية

  • سبلة العرب-https://om.s-oman.net
  • الشبيبة-https://www.shabiba.com
  • صحيفة الرؤية-www.alroya.om
  • مرشد-www.murshidkids.com
  • الموقع الرسمي لشرطة عمان السلطانية-http://www.rop.gov.om