واقع اللغة العربية في الكليات والجامعات بغرب البنغال

د. سعيد الرحمن*

ملخص البحث

 يرجع تاريخ تدريس اللغة العربية في غرب البنغال إلى قدوم المسلمين إليها. يوجد فيها عدد من المدارس والكليات والجامعات التي يتم فيها تدريس اللغة العربية. يناقش هذا البحث واقع اللغة العربية في أقسام اللغة العربية بالكليات والجامعات المنتشرة في غرب البنغال، بالإضافة إلى المدارس الحكومية والأهلية التي يتم فيها تدريس مادة اللغة العربية.

كما يحاول هذا البحث تقديم بعض المقترحات لتطور اللغة العربية وتدريسها في غرب البنغال، معتمدًا على المنهج التاريخي والتحليلي.

كلمات مفتاحية: اللغة العربية، الجامعات، غرب البنغال، المدارس الحكومية.

مقدمة

إن أرض غرب البنغال خصبة وغنية جدًا من ناحية عدد المدارس الإسلامية الأهلية والمدارس الحكومية والكليات والجامعات التي يتم فيها تدريس مادة اللغة العربية. دخلت اللغة العربية غرب البنغال عن طريق التجار العرب قبل دخول الإسلام مع الدعاة والفاتحين المسلمين في العصور اللاحقة. فوصل الإسلام إلى البنغال في القرن الثامن الميلادي والتجار ووصلوا إليها قبل ذلك[1].

كانت نشأت العلاقة بين العرب وسكان البنغال في الوقت الذي تم فيه فتح السند والملتان على يد محمد بن قاسم الثقفي وتدل على ذلك الشهادات الآثارية وكتابات الجغرافيين العرب والعادات والتقاليد السائدة في مختلف أنحاء المنطقة[2].

وبعد الفتح الإسلامي للبنغال على يد القائد التركي اختيار الدين محمد بن بختيار عام 1203م، اعتنق كثير من غير المسلمين الإسلام وهجر كثير من المسلمين من الدول المسلمة واتخذ بعض العلماء والدعاة وسائل الدعوة الأمنية، فانتشر الإسلام ولغة الإسلام في هذه البقعة.

يكتب تي. ايس. أرنولد أنه نجح في البنغال الدعاة المسلمون نجاحًا باهرًا في الدعوة الإسلامية حيث اعتنق سكانها الإسلام في عدد كبير وأُسست دولة مسلمة في نهاية القرن الثاني عشر الميلادي على يد محمد بن بختيار الخلجي في غور بعد أن فتح بيهار والبنغال[3].

 كان أولئك الملوك والسلاطين المسلمين يهتمون بتأسيس المساجد والمدارس والخانقاهات ويهتمون بنشر العلوم الدينية وتكريم العلماء والباحثين والصوفياء. وبدؤوا تدريس اللغة العربية في هذه المساجد وبعد ذلك أُنشئت مدارس مستقلة في أنحاء البنغال، وبدأ يتكون مجتمع إسلامي في هذه المنطقة. ومن المناسب أن أقدم نبذة عن نشأة المدارس الإسلامية في غرب البنغال في عهد الملوك والسلاطين وكذلك عن المدارس التي أُنشئت بعد استقلال الهند من الاستعمار البريطاني.

نشأة المدارس الإسلامية في البنغال

تاريخ المدارس الإسلامية في غرب البنغال قديم مثل تاريخ وصول الإسلام إليها. وهناك صلة وثيقة بين ورود المسلمين إلى هذه البقعة والمدارس الإسلامية فيها لأنها كانت من عادة الفاتحين المسلمين بناء مساجد حيثما وردوا. وكان المسجد عبارة عن مدرسة أو جامعة أو مكتب إسلامي تصدر منه الأوامر وترسل الوفود والجيوش ويعين فيه العمال والولاة، وإضافةً إلى تلك المساجد كان يتم بناء المدارس والتكايا والسرايا والخانقاهات أيضًا في العواصم والمدن الكبرى.

ومن الصعب جدًا تحديد من قام بتأسيس مدرسة أول مرة في المنطقة ولكن المؤرخين يكتبون أنّ أول من فتح هذه البلاد –وهو محمد بختيار الخلجي– قام بتأسيس مدارس ومساجد عقب فتحها.

كتب عابد علي خان المتخصص في آثار غور (Gour) وبندوا (Pandua) أن الملك محمد بختيار الخلجي أقام في بلاد البنجالة بعد فتحها مساجد ومدارس والسرايا للدراويش وجعل لكناوتي (غور) عاصمة البلاد.

حكم المسلمون في البنغال منذ عام 1198م إلى 1758م وخلال هذه المدة الطويلة ظهرت دويلات عديدة مثل دولة إلياس شاهي (1342-1414م) ودولة محمود شاهي (1436-1487م) ودولة الأحباش المماليك (1487-1493م) ودولة حسين شاهي (1493-1538م). ثم خضعت الولاية لسلطة الملوك المغول وطوال هذه الفترة كانت الولاية من أحد المراكز التعليمية والتجارية والنشاطات الاجتماعية.

كتب جغديش نارايان سركار (JagdishNarauyan Sarkar) عن فتح بلاد البنغال على يد القائد محمد بن بختيار الخلجي وما حدث من التحولات في المنطقة أن هذا الفتح كان بداية لعهد جديد في البنغال بذر نواة الحكم الإسلامي سياسيًا. وفتح بابها للمهاجرين الأجانب من كل أنحاء العالم اجتماعيًا وبذلك تأثر المجتمع البنغالي والثقافة البنغالية. ودخل كثير من المواطنين في الإسلام متأثرين بأخلاق الصوفية والعلماء والدراويش وهؤلاء كانوا على ثقافة واسعة عميقة. وكان منهم شعراء وباحثون وأصوليون جاءوا من البلاد الأجنبية وفتحوا المراكز التعليمية والمدن التي ازدهرت كمراكز إدارية وتجارية وتعليمية؛ مثل: بيهار شريف وشتغاون (Shitagaun) وبندوا ‏‎(Pandua) وسونار غاون (Sonar Gaun) وسهلت (Sylhet) أصبحت مأوى للعلماء والباحثين[4].

وجاء في كتاب “Madrasa Education in India” أن الملوك الخلجيين لبيهار والبنغال أمثال محمد بختيار الخلجي والسلطان غياث الدين عوض الخلجي قاموا بتأسيس مدارس ومساجد وخانقاهات في المناطق الخاضعة لسلطاتهم. وقد استدعى علماء أجلاء بارزين للتدريس في تلك المدارس وبعد قدومهم أُسست مدارس كثيرة في مدينة مانير وبيهار شريف ولكناوتي عاصمة البنغال[5].

 وجاء في الكتاب نفسه “كانت في بيهار والبنغال أيضًا مراكز تعليمية وثقافية نالت شهرة عالمية لاحتضانها علماء كبار أجلاء  -وكان عصر السلطان شمس الدين فيروز شاه في البنغال مشهورًا للأمن والاستقرار والتقدم والازدهار في كل مجال. وفي عصر هذا السلطان أصبحت مدينة سونار غاون مركزًا كبيرًا للدراسات الإسلامية بالإضافة إلى لكناوتي. وإنه جعل مدينة سونار غاون عاصمة ثانية واستدعى علماء كبار من مختلف أنحاء العالم لتعميم العلم والثقافة – وكان العلامة شرف الدين أبو توامة دعي إلى سونار غاون للإقامة فيها وكان متضلعًا في علم الحديث والفقه والكلام”[6].

ومما يدل على اهتمام الملوك والسلاطين في البنغال بتأسيس المدارس والمساجد ونشر العلوم والفنون أن بعضهم أسس مدارس عديدة في مكة المكرمة والمدينة المنورة أيضًا وأنفق عليها أموالاً طائلةً “إن السلطان غياث الدين أعظم شاه (1390-1410م) وجلال الدين محمد شاه قاما بتأسيس مدارس والإنفاق عليها في مكة المكرمة والمدينة المنورة”[7].

وذكر العلامة السخاوى في كتابه “الضوء اللامع في أهل القرن التاسع” أعظم شاه بن إسكندر شاه بن شمس الدين غياث الدين أبو المظفر السجستاني الأصل صاحب بنجالة من بلاد الهند كان حنفيا ذاحظ من العلم والخير ومحبًا في الفقهاء والصالحين شجاعًا كريمًا جوادًا ابتنى بمكة عند أم هاني مدرسة صرف عليها وعلى أوقافها اثنى عشر ألف مثقال مصرية وقرر بها دروسًا للمذاهب الأربعة. وكذلك عمل بالمدينة المنورة مدرسة بمكان يقال له “الحصن العتيق” عند باب السلام هذا مع بعثه غير مرة لأهل الحرمين بصدقات طائلة[8]. 

إن الملك علاء الدين حسين شاه (1493-1518م) أسس مدرسة كبيرة بمكان يدعى غرى شهيد في غور (Gaur) في مالده وأسس مدرسة أخرى في تخليد ذكرى الصوفي الشهير نور “قطب العالم” وكان أوقف لهذه المدرسة أراضي واسعة[9].

وجاء في “سير المتأخرين” أن الحاكم علي وردي خان الذي كان محبًا للعلوم والفنون، وكان وجه دعوة إلى علماء ومشائخ عظيم آباد أن يحضروا قصره في مرشد آباد وعين لهم أوقافا وأراضي والذين لبوا دعوة النواب علي وردي خان وحضروا مرشد آباد فمن أشهرهم مير محمد علي وحسين خان وعلي إبراهيم خان والحاج محمد خان. وكان مير محمد علي يملك مكتبة كبيرة تحتوي على ألفي مجلد (من علوم وفنون). وجاء في كتاب نرندرانات لا (Narendra Nath law) أن في البنغال مكان يدعى سيلافور حيث كانت توجد أطلال مدارس قديمة إلى نهاية القرن الثامن عشر. كان يدرس فيها المسلمون والهندوس العلوم العربية والفارسية[10].

وذكر الشيخ أبو الحسنات الندوي مدارس عديدة قديمة كانت توجد في المنطقة. وهناك في مرشد آباد مدرسة عظيمة تدعى مدرسة كترا (Katra Madrasa) مبانيها الجميلة تذكرنا بالعهود الراقية في المنطقة وكان مؤسسها جعفر خان ثم يكتب المؤلف بعد استعراضها أحوال المسلمين في زمنه الذي كان يعيش فيه مع أن مسلمي البنغال لا يؤدون دورًا بارزًا في مجال التعليم خلال هذه الأيام 1922م ولكن القرون الماضية كانت مزدهرة جدًا.

ومن الناحية التعليمية والمدارس التي مر ذكرها أقامها الحكومة والولاة ولكن العامة وكذلك الإقطاعيون أيضًا عنوا بنشر العلوم والفنون في المنطقة[11].

وكان في مديرية بردوان إقطاعي شهير يدعى المنشي صدر الدين، وهذا الإقطاعي كان وجه دعوة إلى مولانا بحر العلوم رحمه الله فجاء الشيخ إلى “بوهار” (Bohar) وأسس المنشي صدر الدين مدرسة كبيرة باسم مولانا بحر العلوم حيث قام بالتدريس لمدة غير قصيرة، وفي أغلب الظن أن هذه المدرسة أُسست بعد عام 1764م[12].

وقد أشار المؤرخ العلامة عبد الحي الحسني إلى أن في رنكفور Rang Pur)) كانت مدارس كبرى بناها القائد محمد بختيار الخلجي، ومنها المدارس الكبيرة برنكفور من بلاد بنجالة كانت من أبنية محمد بختيار الخلجي فاتح تلك البلاد واليوم لا تذكر ولا ترى[13].

وإن المدارس التي ذكرناها وكذلك الأماكن التي كانت توجد فيها مدارس قد ذهبت معالمها كما قال الشيخ عبد الحي الحسني رحمه الله “اليوم لا تذكر ولا ترى ولكن تاريخها مكتوب في بطون الكتب”. وتلك المدارس قديمة جدًا. وأما المدارس التي أُنشئت خلال أيام الاحتلال وبعد أن نالت الهند حريتها من الاستعمار البريطاني فهي كثيرة جدًا ما بين صغيرة وكبيرة. وهي التي أتناولها في نطاق بحثي ومدى دورها في الدراسات العربية.

وهناك علاقة دينية وثقافية بين المسلمين والعلوم الإسلامية العربية والمدارس الإسلامية. وهي مراكز تلك العلوم والفنون. لذلك اهتم المسلمون بتأسيس المدارس في الهند. وأُسست مدارس كثيرة خلال أيام الاحتلال البريطاني لمقاومة التيارات المادية وألا تتحقق الأهداف الصليبية في هذه الديار وكذلك بعد استقلال الهند أحس المسلمون بالحاجة إلى تأسيس المدارس للحفاظ على الهوية الإسلامية والدفاع عن العقيدة الإسلامية الراسخة. وعندما اُتخذ المنهج الدراسي العلماني على مستوى الهند ولما رأى العلماء ورجال الدين تأثير المنهج العلماني على قلوب المسلمين وعقولهم أسرعوا إلى إقامة مدارس وكتاتيب في طول الهند وأرضها ولم تتخلف ولاية غرب البنغال عن الولايات الأخرى في هذا المضمار. وهي من إحدى الولايات التي تكثر فيها المدارس الإسلامية. وهناك سبب آخر مهم جدًا قد أدّى دورًا فعالاً في إعمار المساجد وتأسيس المدارس في الهند بما فيها البنغال وهو التحسن في الأحوال الاقتصادية لبعض الدول العربية خاصةً المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وغيرها.

المدارس الإسلامية بعد استقلال الهند في غرب البنغال

بعد استقلال الهند من الاستعمار البريطاني كثر عدد المدارس الإسلامية في غرب البنغال. واليوم تكتظ ولاية غرب البنغال بالمدارس والمعاهد الدينية ويعرف بعضها بالجامعات العربية. وهذه الجامعات منتشرة في طول البنغال وعرضها خاصة في مديرية مالده ومرشدآباد وأتراديناجفور وبيربهوم وتُدرَّس فيها العلوم الدينية من التفسير والحديث والفقه وأصول الفقه وأصول الحديث والتاريخ الإسلامي وبعض كتب الأدب والإنشاء والحساب والجغرافية إلا أن التركيز ينصب على تعلم العلوم الإسلامية ويتخرج الطلاب والطالبات في هذه الجامعات بشهادات “العالمية” و”الفضيلة”. وفي هذه الجامعات الأهلية والمدارس الإسلامية لا تُدرَّس اللغة العربية كلغة حديثة ومعاصرة وكلغة التواصل والثقافة بل تُدرَّس فيها هذه اللغة كوسيلة لتعلم العلوم الشرعية لا أكثر من ذلك. فالحصيلة اللغوية عند الطلاب والطالبات ضئيلة جدًا لا يستطيعون مطالعة الكتب العربية ومراجعتها في مختلف العلوم والفنون. وكفاءاتهم محصورة في كتب المناهج الدراسية. وهؤلاء الخريجون من الجامعات الإسلامية في غرب البنغال لا يوسعون آفاق الدراسة لعدم قدرتهم على ذلك.

لو قام مسؤولوا هذه الجامعات الإسلامية باهتمام اللغة العربية والأدب العربي بالإضافة إلى العناية بعلوم الكتاب والسنة لكانت النتائج سارة. ومعظم خريجي هذه الجامعات الإسلامية لا يصلحون للدعوة الإسلامية فضلا عن كتابة المقالات العلمية في الصحف والجرائد. فإذن تبقى صلاحيتهم غير مستخدمة بسبب عدم العناية بتدريس اللغة العربية وآدابها.

المدارس الحكومية

هناك عدد كبير من المدارس الحكومية في غرب البنغال ويبلغ عددها إلى أكثر من ألف ومئتين على مستويات عديدة. وتنفق حكومة غرب البنغال أموالاً على هذه المدارس ولكن اللغة العربية فيها في أسوأ حال. والمناهج الدراسية المشتملة على العلوم الدينية والعربية قديمة لا تتماشى مع العصر الراهن ولا تصلح لتعليم لغة أجنبية.

فعلى مسؤولي هئية المدارس لغرب البنغال أن يعتنوا بوضع مناهج جديدة لتدريس اللغة العربية وأن يقوموا بعقد ورش عمل وندوات حول تدريس اللغة العربية وأن يطبقوا المناهج الحديثة فيها وأن يدعوا بعض الأساتذة العرب الخبراء في مجال تجريس اللغة.

الاقتراحات لتحسين تدريس اللغة العربية في المدراس الحكومية والأهلية

– ينبغى لنا أن نعلم اللغة العربية لأغراض وأهداف سامية لا لغرض الحصول على الوظيفة في المدارس والكليات والجامعات فقط. يجب تمكين الطالبات والطلاب من استخدام اللغة العربية لأغراض دينية ودنياوية على حد سواء.

– من خلال تعلّم اللغة العربية يمكن فهم كتاب الله وسنة رسوله فهمًا سليمًا وكذلك يمكن الاستفادة من العلوم الإسلامية استفادةً صحيحةً.

– اللغة العربية وعاء للثقافة الإسلامية والعربية العريقة. فمن طريق دراسة اللغة العربية وآدابها يمكن الاطلاع على تراث هذه الأمة وأمجادها وبطولاتها لا سيما على الكتب العلمية والأدبية والفلسفية والطبية وغيرها.

– على الطلاب والطالبات أن يستفيدوا استفادةً تامةً من الإنترنت ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر والواتساب واليوتيوب. فإن مواقع التواصل الاجتماعي مفيدة جدًا لو أحسن أحد استخدامها.

– على مسؤولي الجامعات الأهلية أن يهتمو بتعليم اللغة العربية والإنشاء وتدريس كتب الأدب العربي بالإضافة إلى الاهتمام بتدريس العلوم الشرعية لكي يستطيع الطلاب فهم النصوص الشرعية بدون ترجمة فهمًا سليمًا وصحيحًا.

– يجب أن يتم إنشاء مكتبات ضخمة للكتب العربية والمجلات والجرائد والصحف وتوفير الإنترنت في الجامعات والمدارس الأهلية.

– أما هئية التعليم المدارسي لولاية غرب البنغال فعليها أن تفكر من جديد في وضع منهج جديد وتوفير كتب ومواد يتعلم منها الطلاب اللغة العربية كما يتعلمون اللغة الانجليزية.

– تحتاج مناهج وطرق تدريس اللغة العربية في المدارس الحكومية إلى إصلاح شامل.

– أما رؤساء الأقسام في الجامعات والكليات فعليهم أن يفكروا في تغيير المناهج التعليمية وطرق تدريس اللغة العربية. وليتفكروا في الأسباب التي تحفّز الدارسين على تعلم اللغة العربية والاستفادة فيها وتقديم العلمية والأدبية.

– على أساتذة اللغة العربية أن يؤدوا فرائضهم في تعليم هذه اللغة الجليلة بأي طريقة ممكنة وأسلوب يليق به.

تدريس اللغة العربية في الكليات والجامعات بغرب البنغال

جامعة كولكاتا: تأسست جامعة كولكاتا عام 1857م بهدف عقد الاختبارات وإعداد المناهج الدراسية ومنح الشهادات مبدئيًا، واهتمت بتدريس اللغة العربية والمواد الأخرى المتعلقة بها منذ تأسيسها. وفي الحقيقة، لم يبدأ التدريس في هذه الجامعة إلا منذ عام 1912م. وفي البداية، كان يُعرف قسم اللغة العربية باسم قسم اللغتين العربية والفارسية، ويتم تدريس اللغة العربية في مرحلتي الماجستير والدكتواره ولا يزال تدريس اللغة العربية فيها حتى الآن[14].

كلية مولانا آزاد: كلية مولانا آزاد إحدى الكليات التابعة لجامعة كولكاتا. وأُسست هذه الكلية عام 1936م. وفي البداية، كانت هذه الكلية تدعى بـ”الكلية الإسلامية”، ثم سميت بـ”كلية كلكتا المركزية” بعد تقسيم الهند. وبعد وفاة مولانا أبي الكلام آزاد في 22 فبراير عام 1957م سُميت الكلية باسمه. وقد اهتمت هذه الكلية بتدريس اللغة العربية على مستوى البكالوريوس منذ إنشائها. وفي هذه الكلية يتم تدريس اللغة العربية الآن في مرحلة البكالوريوس[15].

الجامعة العالية: الجامعة العالية لها تراث غني لكونها مؤسسة تعليمية وثقافية. فهي أصلا الكلية المحمدية في كولكاتا والمعروفة شعبياً باسم المدرسة العالية أو مدرسة كلكتا. وهذه الجامعة هي أول مؤسسة تعليمية للدراسات العليا أُسست في الهند عام 1870م على يد وارن هيستينغس الحاكم العام في الهند آنذاك[16]. وانضم كثير من العلماء والباحثين إلى هذه المؤسسة كإداريين ومديرين ومعلمين وكذلك الطلاب. وتمت ترقية المدرسة العالية إلى كلية ثم إلى جامعة باسم الجامعة العالية في عام 2007م. ويتم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتطوير هذه الجامعة كمؤسسة رئيسة للتعليم العالي والبحوث خاصةً للأقليات في ولاية غرب البنغال. ويتم تدريس اللغة العربية في هذه الجامعة على مستويات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه[17].

جامعة غوربنغا: تم إنشاء جامعة غور بنغا من قبل المجلس التشريعي بولاية غرب البنغال بموجب القانون السادس والعشرين لعام 2007م بتاريخ 10 مارس 2007م، وتم تنفيذ مجلس الجامعة اعتبارًا من تاريخ 26 مايو 2008م[18]. وقد تم جلب جميع الكليات وكليات القانون وكليات المعلمين التدريبية العامة في منطقة مالدا وديناجبور الشمالية وديناجبور الجنوبية تحت سلطة الجامعة بالإشعار الصادر بتاريخ 2008م/5/26. وفي الوقت الحاضر، يتم تدريس اللغة العربية في هذه الجامعة في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه[19].

جامعة فيشفا بهاراتي: إن جامعة فيشفا بهاراتي هي جامعة مركزية ومؤسسة ذات أهمية وطنية في الهند. وأسسها الحائز الأول من غير الأوروبيين على جائزة نوبل رابندرا ناث طاغور. ومن المعروف أن طاغور، بدايةً من عام 1901م، أنشأ مدرسة فلسفية معروفة باسم “فيشفا بهاراتي” للأطفال في شانتينيكيتان في غرب البنغال حيث سعى من خلالها إلى تطبيق نظرياته الجديدة في التربية والتعليم. ثم تحولت هذه المدرسة إلى جامعة فيشفا بهاراتي أو (الجامعة الهندية للتعليم العالمي) في عام 1921م[20].

وفي مايو 1951م، أُعلن أن فيشفا بهاراتي هي جامعة مركزية ومؤسسة ذات أهمية وطنية بموجب قانون صادر عن البرلمان. هكذا أصبحت شانتينيكيتان مركزًا للثقافة حيث تجري بحوث ودراسة الدين والأدب والتاريخ والعلوم والفنون من الهندوسية والبوذية واليانية والإسلام والسيخية والمسيحية والحضارات الأخرى جنبًا إلى جنب مع ثقافة الغرب، مع أن البساطة في الظواهر أمر ضروري لتحقيق الروح الحقيقي في المحبة والزمالة الجيدة والتعاون بين المفكرين والعلماء من الشرق والغرب. ويتم تدريس اللغة العربية في هذه الجامعة على مستويات الماجستير والماجستير ما قبل الدكتوراه والدكتوراه[21].

جامعة بردوان: تم إطلاق قسم اللغة العربية في هذه الجامعة عام 2017م[22] وعدد الأساتذة فيه اثنان فقط. وتقع هذه الجامعة في مديرية بردوان. وهناك عدد من الكليات تابعة لهذه الجامعة تُدرس فيها اللغة العربية في مرحلة البكالوريوس فقط. ولكن في قسم اللغة العربية لهذه الجامعة حيث يتم تدريس اللغة العربية على مستوي الماجستير والدكتوراه.

جامعة مرشدآباد: تم إطلاق هذه الجامعة عام 2021م[23] بمديرية مرشدآباد وفيها قسم للغة العربية ولكن لم يتم تعيين أي أستاذ حتى اليوم. الأساتذة كلهم أساتذة ضيوف. وفي الوقت الحاضر، يتم تدريس اللغة العربية في هذه الجامعة على مستوى الماجستير فقط.

الاقتراحات لتحسين تدريس اللغة العربية في الكليات والجامعات بغرب البنغال

– لابد من اتخاذ مناهج جديدة في تدريس اللغة العربية بالإضافة إلى منهج القواعد والترجمة.

– لا بد من اختيار المنهج التواصلي. وهذا منهج مؤثر جدًا في تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها بحيث يتعلم الطلاب والطالبات اللغة الأجنبية مستمعين إلى المعلم ومتبعين لغة جسدية للمعلم.

– يجب على الأساتذة والطلاب استخدام اللغة العربية في الفصول الدراسية وإلقاء المحاضرات والكتابة باللغة العربية.

– يجب على أقسام اللغة العربية عقد ورش عمل وندوات لمعلمي اللغة العربية لكي يستفيدوا من المعلومات الجديدة في مجال تدريس اللغة الأجنبية.

– هناك عديد من الكتب أُلفت في تأهيل وتدريب معلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها. فهذه الكتب الخاصة تفيد الأساتذة في تطوير مهارتهم في مجال تدريس اللغة العربية .

– على رؤساء أقسام اللغة العربية أن يقوموا بعقد ورشات وندوات حول تدريس اللغة العربية في ضوء المناهج الحديثة لتدريس لغة أجنبية.

– تعليم اللغة العربية ليس بأمر توقيفي ولا تعبدي حتى نخاف من التعديلات في مناهج تعليمنا. على أساتذة اللغة العربية ولا سيما رؤساء الأقسام أن يقبلوا المناهج الحديثة في تدريس اللغة العربية.

– على أساتذة اللغة العربية أن يراعوا سياسة التعليم الوطنية لعام 2020م في إعداد مناهج دراسية لتدريس اللغة العربية ليتمكن الطلاب من الحصول على وظائف مختلفة.

– سياسة التعليم الوطنية لعام 2020م تقدم النهج الشامل لتدريس أي مسار الدراسة أو المادة.

– يجب استخدام التكنولوجيا الحديثة مع مختبر اللغة والمحتويات الإلكترونية في تدريس اللغة العربية في أقسام اللغة العربية.

* قسم اللغة العربية، الجامعة العالية، كولكاتا، الهند.

[1] Karim, Abdul. Social History of the Muslims in Bengal (Down to A.D.  1538). Chittagong: Baitus Sharaf Islamic Research Institute, 1985, P:25.

[2] Rahman Shah, Noorur. Hindu Muslim Relations in Mughal Bengal. Calcutta: Progressive Publishers, 37A, College Street, 2001, P:11.

[3] Arnold, T.W. The Preaching of Islam: a history of the propagation of the Muslim faith. London: Constable & Company Ltd, 1913.

[4] Sarkar, Narayan Jagdish. Islam in Bengal (thirteenth to nineteenth century). Culcutta-27: Ratna Prakashan, 1972, P: 24.

[5] Hussain, Azizuddin S.M. Madrasa Education in India (Eleventh to Twenty First Century). New Delhi-2: Krishna Publishers, 2005, P:9.

[6] Ibid, P:16.

[7] Karim, Abdul. Social History of the Muslims in Bengal (Down to A.D. 1538), P: 47.

[8] Ibid, P: 47.

[9] Khan, Ali Abid. Memories of Gaur and Pandua. Calcutta: Bengal Secretariat Book, 1931, P:16.

[10] الندوي، أبو الحسنات. ہندوستان كی قديم اسلامی درسگاہیں. أعظم جراه: دار المصنفين، شبلي أكادمي، ص:60.

[11] المرجع نفسه، ص:60-61.

[12] المرجع نفسه، ص:60.

 [13]الحسني، عبد الحي. الهند في العهد الإسلامي. راي بريلي: مجمع الإمام أحمد بن عرفان الشهيد، 2001م، ص:366.

[14]  راجع إلى:  https://caluniv.ac.in.

[15] عالم، صهيب. تاريخ اللغة العربية وواقعها في الهند. الرياض: دار وجوه للنشر والتوزيع،2016م،  ص:319-320.

[16]  راجع إلى: https://www.aliah.ac.in.

[17]  عالم، صهيب. تاريخ اللغة العربية وواقعها في الهند. ص:332-333.

[18]  راجع إلى: https://www.ugb.ac.in.

[19]  عالم، صهيب. تاريخ اللغة العربية وواقعها في الهند. ص:340-341.

[20]  راجع إلى: https://visvabharati.ac.in.

[21]  عالم، صهيب. تاريخ اللغة العربية وواقعها في الهند. ص:341-342. 

[22]  راجع إلى: https://www.buruniv.ac.in

[23]  راجع إلى: https://www.murshidabaduniversity.ac.in

المصادر والمراجع

  • الحسني، عبد الحي. الهند في العهد الإسلامي. راي بريلي: مجمع الإمام أحمد بن عرفان الشهيد،2001م .
  • الندوي، أبو الحسنات. ہندوستان كی قديم اسلامی درسگاہیں. أعظم جراه: دار المصنفين، شبلي أكادمي.
  • عالم، صهيب. تاريخ اللغة العربية وواقعها في الهند. الرياض: دار وجوه للنشر والتوزيع، 2016م.

المراجع الأجنبية

  • Arnold, T.W. The Preaching of Islam: a history of the propagation of the Muslim faith. London: Constable & Company Ltd, 1913.
  • Hussain, Azizuddin S.M. Madrasa Education in India (Eleventh to Twenty First Century). New Delhi-2: Krishna Publishers, 2005.
  • Karim, Abdul. Social History of the Muslims in Bengal (Down to A.D. 1538). Chittagong: Baitus Sharaf Islamic Research Institute, 1985.
  • Khan, Ali Abid. Memories of Gaur and Pandua. Calcutta: Bengal Secretariat Book, 1931.
  • Rahman Shah, Noorur. Hindu Muslim Relations in Mughal Bengal. Calcutta: Progressive Publishers, 37A, College Street, 2001.
  • Sarkar, Narayan Jagdish. Islam in Bengal (thirteenth to nineteenth century). Culcutta-27: Ratna Prakashan, 1972.
    ًتحميل البحث كاملا