سيميائية العناوين في الرواية النسائية السعودية

سيميائية العناوين في الرواية النسائية السعودية

د. سامي جريدي الـثبيتي*

ملخص البحث

يُمثِّل العنوان دورًا مهمًا كعتبة نصية في الدراسات السيميائية النقدية الحديثة، ترتبط معانيه الأولى بالرموز والإشارات وعلم العلامات، التي تكشف عن معاني النصوص الأدبية وتوضح غرضها، ويعد العنوان بجانب ذلك مبحثًا مهمًا من ضمن اهتمامات الشعرية الجديدة. وتهدف الدراسة إلى تناول عدد من الروايات النسائية في المملكة العربية السعودية، التي صدرت في القرن الحادي والعشرين، من خلال الوقوف عند عتبة العناوين، باعتبارها مفتاحًا للولوج إلى مفاصل السرد، وسبر عوالمه الغامضة والمعقدة، وكشف ملامح الشخصيات، وذلك بدراستها والبحث في دلالاتها اللغوية والفنية، ومدى ارتباطها بالعتبات النصية الأخرى. تناولت الدراسة التشكيل اللغوي لهذه العناوين من حيث تعددها واختلافها بداية من كونها عناوين مفردة وعناوين مركبة، كما عرضت بالدراسة اتجاهات العناوين، ومن ثم علاقة العناوين بالعناصر السردية، ومدى تضافر هذه العناصر في بناء هندسة النص الداخلي مع عتباته الخارجية، وارتباطها بأغلفة الروايات. وأما المنهج المتبع لهذه الدراسة فهو المنهج السيميائي.

كلمات مفتاحية: الأدب النسائي، الرواية السعودية، السيميائية، العنوان، المرأة.

مقدمة

تتناول الدراسة موضوعًا مهمًا من مباحث الدرس النقدي الأدبي الحديث، يتصل بدراسة العناوين في روايات المرأة السعودية، وذلك وفق المنهج السيميائي؛ الذي يهتم بدراسة الرموز والعلامات في النص الأدبي، وذلك من خلال البحث عن دلالته اللغوية والفنية، ومدى ارتباطه بالعتبات النصية الأخرى والاتجاهات الفنية، وعلاقته بالعناصر السردية وذلك لمعرفة الطرائق والتقنيات السردية المساهمة في تكوين الخطاب الأنثوي لدى الروائية السعودية.

قسمت الدراسة إلى أربعة مباحث وتمهيد ومقدمة وخاتمة تضمنت أبرز النتائج، تناولت في المبحث الأول: العنوان والتشكيل اللغوي، وقسمته إلى قسمين: الأول: العنوان والتركيب اللغوي، والثاني: العنوان واللغة المجازية، وقسمت الأول إلى ثلاثة أقسام: العناوين المفردة، والعناوين المركبة، وروايات لها عناوين فرعية. وقسمت الثاني إلى: العناوين والصورة الفنية، والعناوين/الأسئلة، والعناوين/الهوية.

وتناولت في المبحث الثاني: اتجاهات العناوين، وقد قسمته إلى سبعة اتجاهات: الرومانسي، والاجتماعي، والنفسي، والتاريخي، والجنائي، والرمزي، والفكري.

وأما المبحث الثالث فقد تناولت الدراسة: العناوين وعناصر التشكيل السردي، والتي قسمتها إلى ثلاثة أقسام هي: العنوان والمكان، والعنوان والزمن، والعنوان والشخصية. وفي المبحث الرابع والأخير تناولت: العناوين وأغلفة الروايات.

العتبات النصية

يقصد بالعتبات النصية: هي كل ما يمكن أن يمهد لدخول النص أو يساهم مساهمة لغوية أو إشارية إليه، وتسمى (النصوص المتوازية)، وتشير العتبة في المعجم اللغوي العربي إلى معنى المكان المرتفع، وهذا يقود من الدلالة اللغوية إلى أن النصوص الموازية أو العتبات لها دور مهم في قراءة المتن، وهذه القراءة هي التي “تصير مشروطة بقراءة هذه النصوص، فكما أننا لا نلج فناء الدار قبل المرور بعتباتها، فكذلك لا يمكننا الدخول عالم المتن قبل المرور بعتباته”[1].

ومن هذه العتبات النصية: (العنوان، اسم المؤلف، رسمة الغلاف، لون وشكل الغلاف، الإهداء، المقدمة، التذييل) فهذه تعطي دلالتها الكلية من خلال أنظمتها الإشارية المحيطة بمتن النص. وحرص بعض نقاد السيمياء الذين اشتغلوا على مسألة التأويل على أن تكون القراءة النقدية للعمل تبدأ من رموز الغلاف وفضاءاته، وما يتضمنه محيطه من لون وبياض نصي وورقي وعنوان واسم المؤلف ودار النشر ولوحة الغلاف وكلمة الناشر وبنط الخط وبكل ما هو على الغلافين الأمامي والخلفي، فهذه تعد مرتبطة بمضمون الكتاب وتعتبر مفاتيح نصية لكشف أسرار وخبايا النص.

مفهوم العنوان

يعد العنوان إحدى عتبات النص، ومن أهمها دلالة وجمالية، فهو سلطة النص وواجهته، فمن خلاله تُعرف ماهية المتن الذي يتضمنه العمل الأدبي، فهو يمثل نقطة الانطلاق الحقيقية والمنطقية للنص، فعن طريقه تتشكل معايير الرؤية والخطاب. فـ”إذا كانت الفاتحة تشكل ظاهرة تناصية تستمد دلالتها من تلاقي النصوص، فإن العنوان، على عكس ذلك، يثير تساؤلات لا نلقى لها إجابة إلا مع نهاية الرواية”[2]. فالعنوان يعد المفتاح الرئيس الذي يلج من خلاله القارئ والناقد معًا إلى عناصر السرد وهندسته من أحداث وحوارات وشخصيات وأمكنة وأزمنة.

وعلى مستوى آخر فهناك بعض الروائيين والروائيات يعنونون فصول رواياتهم الداخلية، وتكون هذه العناوين بمثابة عناوين داخلية تجيء في الغالب مرتبطة بالحدث المتنامي فالعناوين هنا تتنامى مع الأحداث تصاعديًا وهذا الأمر يكثر في الأعمال السردية التقليدية التي تحاول تذكير القارئ بكل حدث وقضية، كعناوين قصص (ألف ليلة وليلة). وهناك العكس تمامًا، وهو ما نجده عند بعض الروائيين والروائيات لا يعنونون فصول رواياتهم، فهم يجعلونها على أقسام أو أبواب مرقمة، تتوالى الأرقام حتى تصل إلى حد معين تنتهي عنده الرواية.

وساهم اهتمام النقاد من أمثال: أمبرتو إيكو، وجيرار جينيت، وروبرت شولز، وآخرين بالعنوان فقد نظروا إليه باعتباره من أهم موضوعات السيمياء في تناولهم النقدي، حتى أصبح علمًا يطلق عليه “علم العنونة”، علم يدرس العنوان بكل ما يحيط به من إشارات ونظام ودلالات لغوية وجمالية. ويكشف العنوان الأنثوي عن هويتها، فالروائية كائن سردي، تعيش عبر الحكاية، وتنسج حكاياتها لتتفوق على لغة الرجل، وكأن اللغة كما ذكر الناقد الغذامي “مستعمرة ذكورية”[3] تحاول الروائية أن تستعيد إرثها من الرجل.

المبحث الأول: العنوان والتشكيل اللغوي

وهذا الفصل ينقسم إلى قسمين، القسم الأول: العنوان والتركيب اللغوي، والقسم الثاني: العنوان واللغة المجازية.

أولا: العنوان والتركيب اللغوي

يتناول هذا المبحث ثلاثة محاور، وهي على النحو الآتي:

العناوين المفردة، والعناوين المركبة، وروايات لها عناوين فرعية.

العناوين المفردة

وهو العنوان المفرد، الذي يتكوّن من حرف أو كلمة، كالأسماء والأوصاف وغيرها، ومن عناوين الروايات المفردة على سبيل المثال لا الحصر: رواية “جاهلية” لليلى الجهني[4]، ورواية “حبى” لرجاء عالم[5]، ورواية “ملامح” لزينب حفني[6]، ورواية “البحريات” لأميمة الخميس[7]، ورواية “فعلاً” لأمل الحربي، ورواية “الآخرون” لصبا الحرز، ورواية “دانة” لزهراء سالم، ورواية “الوارفة” لأميمة الخميس[8] وغيرها.

العناوين المركبة

يقصد به العنوان المركب من كلمتين أو أكثر، يمثل التركيب الصوتي والصرفي والنحوي، مكونة بذلك جملة اسمية أو فعلية أو شبه جملة، وعلى سبيل المثال لا الحصر: رواية “طوق الحمام” لرجاء عالم، ورواية “دمعة على خد الزمن” لنورة الغانم[9]، ورواية “وجهة البوصلة” لنورة الغامدي[10]، ورواية “بنات الرياض” لرجاء الصانع، ورواية “هند والعسكر” لبدرية البشر، وغيرها.

روايات لها عناوين فرعية

وهناك بعض الروايات النسائية لها عنوان فرعي؛ أي عنوان مكمّل للعنوان الرئيس، ويكون عادة شارحًا له، ومن ذلك على سبيل المثال: رواية “أرواح الظلام” لهاجر الماجد[11]، التي لها عنوان فرعي: (عندما تتبعثر الحقيقة) جاء مكتوبًا على غلاف الرواية بخط مختلف، وهذا العنوان الفرعي هو عنوان للجزء الأول من أجزاء الرواية، وأيضًا رواية “مختلف” لهناء حجازي[12]، وعنوانها الفرعي: (طفل الأسبرجر مختلف لكن ليس أقل). وهناك روايات صدرت قبل القرن الحادي والعشرين، منها على سبيل المثال لا الحصر: رواية “مسرى يا رقيب” لرجاء عالم تضمنت عنوانًا فرعيًا كتب على غلاف المجموعة بـ(سيرة مسرى جواهر بنت العابد النارية).

ثانيًا: العنوان واللغة المجازية

العنوان والصورة الفنية

وهو العنوان المتصف بصور فنية تقوم على المجاز المبني على التكثيف اللغوي، والتي تتضمن مكونات الصورة الفنية كالتشبيه والاستعارة والمجاز والرمز والكناية والإيحاء.

ومن الأمثلة على هذه العناوين: رواية “دمعة على خد الزمن” لنورة الغانم[13]، ورواية “عندما ينطق الصمت” لحنان كتوعة، ورواية “ومات خوفي” لظافرة المسلول، ورواية “بسمة من بحيرات الدموع” لعائشة زاهر، وهذا العنوان الأخير يشبه في لغته المجازية من عنوان رواية “وادي الدموع” لسميرة خاشقجي.

فمثلا عنوان رواية “دمعة على خد الزمن” أشبه بصورة بصرية أو لوحة فنية سوريالية رسمتها الروائية من خلال اختيارها لهذا العنوان، من كون الزمن يمتلك خدًا كخد الإنسان، حيث تحضر أنسنة الزمن، من خلال التخييل الشعري لهذه الصورة. وهذه الأنسنة (أنسنة الأشياء) جعلت من عناوين أخرى خارج منطق الواقع والحقيقة كالخوف يموت، والصمت ينطق، وللدموع أودية وبحيرات، وهذا كله من باب المجاز، ومن باب الصورة الفنية للمشاعر الأنثوية وعواطفها المصحوبة بخيالات لغوية سردية.

العنوان/الأسئلة

وتجيء بعض العناوين الروائية بمثابة أسئلة -على ندرتها- تختلف في صيغها الاستفهامية، أسئلة تفتح أبوابًا للحوار، الأمر الذي يجعلها بمثابة عناوين حوارية، كانت حوارًا من طرف واحد، كعشقها داخل أحداث الرواية، يجيء من طرف واحد.

ومن ذلك على سبيل المثال: رواية “هل تسمح لي أن أحبك؟” لزينب البحراني[14]، ورواية “هل أتاك حديثي؟” لزينب حفني[15]، ورواية “لماذا تغيب؟” لندى عبد الرحمن[16].

فهذه العناوين/الأسئلة، جاءت مرتبطة بمضمون الرواية من خلال السؤال الموجّه إلى الشخصية داخل الرواية. ولعل الملاحظ أن هذه الأسئلة جاءت صادرة عن الشخصية الأنثوية التي وجهتها إلى الرجل، وهذا يدل على اتفاق خطاب المرأة السعودية في حوارها مع الرجل، والذي امتد من العنوان إلى المتن، وهو بحث البطلة الأنثوية وطلبها الدائم عن إجابات وحلول مصيرية من الرجل شخصية الرواية، لتصبح إجابات منتظرة حول الحب والحنين والغياب.

العنوان وتشكيل الهُوية

تمثل الهُوية دورًا مهمًا في كشف مرجعية وانتماء الأعمال الروائية؛ فمثلا: إلى أي دولة تنتمي؟، وعن أي وطن تتحدث؟، وفي أي مكان تدور؟. والهوية جزء لا يتجزأ من ثقافة الروائية التي تحاول أن تتناوله في أعمالها، وتصفه فيها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. والهوية ليست نوعًا واحدًا، فهناك الهوية الدينية، والهوية الوطنية، والهوية الثقافية المتمثلة بـ”العادات والتقاليد”، وهناك هوية اللغة.

وليس إسهام الروائية السعودية بتوضيح الهوية المكانية إلا تمثيلا في الخصوصية التي تتميز بها البيئة المكانية بأبعادها الثقافية والاجتماعية، وهو ما أشار إليه بعض الباحثين إلى أدب الجزيرة العربية من أمثال: د. سعد البازعي[17]، ود. محمد صالح الشنطي[18]، ود. السيد محمد ديب[19] وآخرين.

الهوية الوطنية

تقصد بها العناوين التي تضمنت إشارة صريحة إلى المكان الواقعي الذي تنتمي إليه الروائية أو تنتمي إليه الشخصيات كاسم لدولتها “المملكة العربية السعودية”، أو ذكر أسماء المناطق أو القرى أو المدن السعودية، على سبيل المثال لا الحصر: رواية “سعوديات” لسارة العليوي[20]، ورواية “بنات الرياض” لرجاء الصانع[21]، ورواية “بنات من الرياض” لفايزة إبراهيم[22] وغيرها.

ولقد ذكر بعض الباحثين والصحفيين أن سبب الشهرة والضجة الإعلامية كان سببه العنوان المثير والجذاب المرتبط بذكر مفردتي: بنات والرياض، وأنها تناولت المسكوت عنه في المجتمع السعودي[23].

الهُوية الأنثوية

تتضمن عبارات ومفردات تتعلق بالأنثى مثل: امرأة، أم، فتاة، أخت، زوجة، أنثى، بنات، سيدة،  إلخ… مثل: رواية “أنثى العنكبوت” لقماشة العليان، ورواية “ألف امرأة في جسدي” لرحاب سعد، ورواية “تفاصيل امرأة” لبدرية الشمري، ورواية “بنات الرياض” لرجاء الصانع، ورواية “أنثاه” لفاطمة فهد العواد[24]، ورواية “امرأة مفخخة” لأميرة المضحي، ورواية “أمي جاءت” لمنيرة السليمان.

وهناك النوع الثاني من الهوية الأنثوية المرتبط بأسماء شخصيات أنثوية، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر: رواية “حبى” لرجاء عالم، ورواية “خاتم” لرجاء عالم، ورواية “زيارة سجى” لأميمة الخميس، ورواية “آية” لمنيرة المشاري، ورواية “زايا” لريم الصقر، ورواية “دانة” لزهراء سالم وغيرها.

هذا ما يتعلق بالعنوان الصريح للهوية المكانية أو الهوية الأنثوية، لكن هناك ما يضاف إلى ذلك، عناوين روائية قصدت الهوية من خلال دلالتها الرمزية للمكان مثل:

رواية “الفردوس اليباب” _______ جدة

ورواية “غير وغير” __________ جدة

وهو ما تكشفه بطولة الهوية الضمنية للمكان في جعله فضاءً للأحداث والشخصيات، فالهوية تنكشف من الداخل دون أن تلغي وجودها في العنوان.

المبحث الثاني: اتجاهات العناوين

تقصد بها مجموعة الموضوعات التي تدور حولها أحداث الرواية، وتهيمن على فكرتها الرئيسة التي تريد الروائية التعبير عنها من خلال الشخصيات وعناصرها السردية.

ومن هذه الاتجاهات: الرومانسي والاجتماعي والنفسي والتاريخي والجنائي والرمزي والفكري، وهي على النحو الآتي:

الاتجاه الرومانسي

وهو أكثر الاتجاهات استخدامًا للعناوين الروائية النسائية في السعودية، وهذا الأمر يرتبط بطبيعة المرأة الكاتبة؛ فهي أكثر عاطفة في نقلها للأحداث والمشاعر من الرجل، يمكن التوسع في هذا المجال، والرجوع إلى بعض من تناوله من النقاد أمثال: حميد لحمداني[25] ومحمد معتصم[26]. ومن ذلك على سبيل المثال: رواية “بكاء تحت المطر” لقماشة العليان، و”لم أعد أبكي” لزينب حفني، و”غراميات شارع الأعشى” لبدرية البشر، ورواية “صغيرات على الحب” لدانية فهد، ورواية “في ديسمبر تنتهي كل الأحلام” لأثير عبد الله النشمي وكذلك روايتها “فلتغفري”، وهناك رواية “أمل بيأس” لفاطمة فهد العواد[27].

ومن روايات القرن الماضي روايات كثيرة تضمنت عناوينها أبعادًا رومانسية تقوم على العاطفة ومشاعر الشخصية الأنثوية من عشق وحب ممزوجة بملامح الأمل والفقد والبكاء والفراق والذكريات والدموع. ومن ذلك على سبيل المثال: أغلب روايات سميرة خاشقجي منها: رواية “ودعت آمالي”، و”ذكريات دامعة”، و”بريق عينيك”، و”وادي الدموع”، و”مأتم الورد”[28] التي تمثل جيل الريادة للكاتبات الروائيات في السعودية.  وهناك رواية “افتقدتك يوم أحببتك” لصفية عنبر[29].

ولعل من أبرز الخصائص الفنية التي يمكن رصدها لهذه العناوين ذات الاتجاه الرومانسي:

  • بروز الذات الأنثوية.
  • تضمنها لمفردات الحزن والبكاء والدموع وإظهار ملامح الشكوى وتصوير حالات الوحدة والعزلة.

(ج) تقترب لغتها من فن الخواطر واللغة الشعرية.

(د) موجهة في خطابها إلى الرجل.

(هـ) لم تخل من ارتباطها بالاتجاه الاجتماعي من خلال أحداثها الداخلية.

الاتجاه الاجتماعي

وهو الاتجاه الذي يعنى بعناوين تتعلق بموضوعات اجتماعية مثلا بـ: الزواج والطلاق والعنوسة والحمل والولادة والإجهاض وتعدد الزوجات وتربية الأبناء وغيره. وبعض عناوين هذه الروايات جاءت مصابة بضجر الشخصية ومعاناتها من المجتمع والأسرة التي صورته بطلة الرواية التي عاشت فيه، مثل رواية: “وجهة البوصلة” لنورة الغامدي، و”الفردوس اليباب” ليلى الجهني، و”الآخرون” لصبا الحرز، و”عيون قذرة” لقماشة العليان، و”الحقيقة الضائعة” لسلوى الغامدي وغيرها.

فتناولت بعض هذه الروايات قضايا اجتماعية كثيرة ومترابطة في أحداثها ومتنامية في صراعاتها دون أن تضعه عنوانًا رئيسًا لعملها السردي، لكنها أعطت دلالة على ذلك من خلال ضياع الحقيقة واكتشاف الشخصية للخيانة ووقوعها في أسر المشاكل والنزاعات الأسرية ومحاولاتها الخاسرة في التغلب عليها. فمثلاً تدور فكرة رواية “الحقيقة الضائعة” لسلوى الغامدي حول أزمة اجتماعية تتمثل في قضية بر الوالدين وعقوقهما من خلال تصويرها لأحداث الرجل المسن “عدنان” الذي يبقى في دار المسنين، حيث صراع الذكريات والآمال الذي ينهال على بطل الرواية، وهذه الرواية تم تحويلها إلى “مانجا” [30] مصاحبة بلوحات ورسوم: سارة أحمد السالم، عام 2021م.

الاتجاه النفسي

وهي الروايات التي تناقش قضايا نفسية كأمراض الفصام، والاضطراب النفسي، والتوّحد، والاكتئاب وغيره. ويكون هناك إشارة معلنة أو ضمنية لذلك من خلال العنوان. ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: رواية “حافة الفضة” لفاطمة عبد الحميد، ورواية “فعلا” لأمل الحربي، و”الفردوس اليباب” لليلى الجهني، و”ومات خوفي” لظافرة المسلول، ورواية “مختلف” لهناء حجازي التي تناولت مرض التوّحد.

وكذلك رواية “حافة الفضة” لفاطمة عبدالحميد، حيث تقوم الرواية على فكرة رئيسة تتعلق بتعرض البطلة لمرض نفسي يتمثل في إصابتها بالانفصام الذي هو اضطراب الهوية الفصامي أو ما يسمى بثنائي القطب. فالشخصية تعيش على الحافة بين منطقتين حدوديتين: ذاتها وذات أختها التي هي حياتين مختلفتين تتمثل معايشتها بين شخصيتها وشخصية أختها.

الاتجاه التاريخي

وهو الذي يتضمن حدثًا تاريخيًا معروفًا أو شخصية تاريخية مشهورة تقوم الروائية بتوظيفها أو إعادة الكتابة عنها بروح جديدة تتحرك وتعيش فيها الشخصية بكل أبعادها الزمانية القديمة، مثل عناوين روايات: جرجي زيدان، ونجيب الكيلاني ومحمد فريد أبو حديد وغيرهم[31] من رواد الاتجاه التاريخي في الرواية والقصة العربية.

وهو من العناوين الأقل حضورًا في الروايات النسائية في السعودية، الأمر الذي يطرح تساؤلاً مهمًا حول قلة وجود روايات نسائية تضمنت عناوينها أسماء أو أماكن أو أحداثًا تاريخيةً، وبخاصة حينما نقارنها باهتمام الروائي/الرجل.

ما السبب في عدم وجود عناوين تاريخية في الروايات النسائية السعودية؟

لعل ذلك يعود إلى أسباب عدة، من بينها على سبيل المثال: قلة اطلاع بعضهن على التراث العربي ونصوصه النثرية القديمة، والسبب الثاني يرجع إلى عدم وجود وعي كبير لدى بعضهن بالتاريخ العربي، والسبب الثالث توقع أغلبهن أن التاريخ وقضاياه وشخصياته قد سبقهن إليها كتّاب الرواية من الرجال فلا طائل من إعادته وتكراره.

ومن عناوين تلك الروايات ذات الاتجاه التاريخي على سبيل المثال: رواية “توبه وسليي”، ورواية “سفينة وأميرة الظلال” لمها الفيصل، ورواية “طريق الحرير”، ورواية “خاتم” لرجاء عالم، ورواية “مسرى الغرانيق في مدن العقيق” لأميمة الخميس، ورواية “طوق الحمام” لرجاء عالم[32]. وعنوان رواية “طوق الحمام”، عنوان غير بريء من ارتباطه وتناصه بالعنوان العربي التراثي لكتاب “طوق الحمامة” لابن حزم[33]، وبخاصة أن الرواية تتناول مضامين العشق الصوفي وتدور أحداثها في “مكة المكرمة”.

الاتجاه الجنائي

وهو الاتجاه المتصل بعناوين تدور أحداثها حول الجرائم من القتل والمطاردة والتحري وغيرها. والروايات الجنائية تسمى الروايات البوليسية، لأنها تقوم على أحداث القتل والجريمة، ومن ثم مطاردة المجرمين والبحث عن آثارهم والتحري والتحقيق إلخ. ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: رواية “الجرائم الخفية” لسارة طارق مدني[34]، ورواية “اغتيال صحافية” لفاطمة آل عمرو[35].

فعنوان رواية سارة مدني “الجرائم الخفية” يقترب من عناوين أجنبية  كثيرة مترجمة إلى اللغة العربية، وعلى سبيل المثال: رواية “الجرائم الخفية” لألفريد هيتشكوك، ورواية “الجريمة والعقاب” لدستويفسكي. والملاحظ في رواية “اغتيال صحافية” لـفاطمة آل عمرو، تأكيد الروائية على فكرة واتجاه العمل، فهي تؤكد على غلافه بعبارة “رواية بوليسية”.

الاتجاه الرمزي

وهو الاتجاه الذي لا يشير إلى أحداث رواياته مباشرة من خلال العنوان، لكنه يوحي إلى ذلك رمزًا، فلا ينكشف بسهولة إلا بتتبع أحداث العمل الداخلية ومعرفة غايات الشخصيات وعوالمه الغامضة، مثل عنوان رواية “وجهة البوصلة” لنورة الغامدي.

الاتجاه الفكري

ويمكن أن نطلق عليه الاتجاه الأيديولوجي، المرتبط بالأفكار والمعتقدات الدينية والسياسية معًا، مثل عنوان رواية “الانتحار المأجور” لآلاء الهذلول[36]، و”نساء المنكر” لسمر المقرن، و”الآوبة” لوردة عبد الملك.

المبحث الثالث: العناوين وعناصر التشكيل السردي

العنوان والمكان

إن علاقة العنوان بالمكان تبدأ من كون العنوان عتبة مكانية، فهو يمثل الفضاء البصري الذي يلج من خلاله القارئ ومتلقي النص السردي. فهناك عناوين تشير إلى أمكنة ومدن واقعية وأخرى خيالية، جاءت مرتبطة ببطولة المكان في بناء الرواية الرئيس.

وعلى سبيل المثال لا الحصر: المكان الواقعي في رواية “بنات الرياض” لرجاء الصانع. وهناك المكان الخيالي مثل: رواية “موقد الطير” لرجاء عالم[37]. والمكان الرمزي مثل: “الباب الطارف” لعبير العلي[38]، فهو باب له دلالته الرمزية يفتح مصاريع القلب للحب في مجتمعات لها عاداتها وتقاليدها، وليس بابًا مغلقًا مانعًا حاجزًا للمشاعر. ومن جهة أخرى، تناولت بعض الروائيات السعوديات عنصر المكان كبطل سردي داخل أحداث وثنايا الرواية دون أن تجعله عنوانًا لعملها السردي، مثل: رواية “الفردوس المفقود” لليلى الجهني، فالبطولة في هذه الرواية للمكان جدة.

العنوان والزمان

يقصد به العنوان المتضمن مفردة أو عدة مفردات تتصل بالزمن، تصريحًا أو تشير إليه، مثل ذكر ساعة أو يوم أو أسبوع أو شهر أو عام إلخ، أو تذكر مفردة الزمن نفسه، ومن عناوين الزمن على سبيل المثال لا الحصر:

  • مفردة الأيام والأسابيع والشهور والسنين مثل: رواية “في ديسمبر تنتهي كل الأحلام” لأثير عبد الله النشمي[39].
  • مفردة الزمن أو الأزمنة، مثل: رواية “دمعة على خد الزمن” لنورة الغانم.

ومن العناوين التي جاءت مرتبطة بالزمن من روايات القرن الماضي: رواية “غدًا سيكون الخميس” لهدى الرشيد عام 1977م، ورواية “افتقدتك يوم أحببتك” لصفية عنبر عام 1995م.

العنوان والشخصية

وهو العنوان الذي يتضمن اسمًا لشخصية الرواية، تختاره الروائية لتجعل من شخصيتها مركزًا للسرد بدءًا من العنوان وانتهاء بالحدث، ويسمى هذا النوع من الروايات عادة بروايات الشخصية.

ومن الروايات التي جاءت معنونة بأسماء شخصيات، على سبيل المثال: رواية “حبى” لرجاء عالم، ورواية “خاتم” لرجاء عالم، ورواية “هند والعسكر” لبدرية البشر وغيرها.

وهناك عناوين فيها حركة للشخصية؛ وهي العناوين التي تركز على حركة وأفعال الشخصيات. على سبيل المثال لا الحصر: رواية “زيارة سجى” لأميمة الخميس، ورواية “أمي جاءت” لمنيرة السليمان. وهناك عناوين روايات معاكسة لفكرة حركة الشخصية مثل رواية: “لم أعد أبكي” لزينب حفني، فهي تعلن من العنوان فعل النفي، وتوقف فعل البكاء وعدميته.

المبحث الرابع: العناوين وأغلفة الروايات

إن مصافحة القارئ لأي نوع من الكتب لا تكون إلا مع الغلاف، هذا الحيّز الإشهاري الذي من خلاله تبدأ الرؤى البصرية في التشكّل، وتبدأ معه أيضًا الاحتمالات القرائية الأولى للتصوّرات المبدئية لمضمون النص الداخلي. لذا تعد صور أغلفة الروايات مفتاحًا تأويليًا للخطاب السردي، وذلك بصفتها عتبة سيميائية لها من الرؤى الفلسفية والجمالية والمعرفية ما للسرد الروائي من ذلك، فهي تجمع بين جنسين: جنس أدبي وآخر فني، الأمر الذي يجعلها بمثابة نصوص بصرية تنفتح على آفاق شاسعة من القراءة والتأويل، وتشترك صور الأغلفة في تشكيل الخطاب (Discourse) التي تتحكم في تقديم المضمون السردي، لأن “الخطاب هو ما يحتوي على “مادة” وسيط للإظهار: شفاهي أو لغة مكتوبة، صور ثابتة أو متحركة وإيماءات إلخ.. وشكل…”[40]. والصورة مرتبطة بمفهوم السرد من الأساس عند بعض النقاد وذلك من خلال كونه “بث الصوت والصورة بواسطة اللغة، وتحويل ذلك إلى إنجاز سردي، إلى مقطوعة زمنية، ولوحة حيزية”[41].

فمن خلال الغلاف تتشكل الجماليات لنص الصورة، تلك الرؤية الجمالية التي صاغها فنان الصورة/اللوحة أو صاغها مُصمم الغلاف. وهي مع ذلك نصوص بصرية من شأنها أن تفضي بالمتلقي إلى قراءة بصرية لا تنفصل حقيقتها عن الأيقونات الأخرى المصاحبة والمتعلقة بطبيعة العنوان واسم المؤلف ودار النشر وبنوع الجنس الأدبي ومن ثم باللون والحجم والشكل وبنط الخط، وبكل ما له فضاء بصري تصيغ دلالته ورمزيته مساحة الغلاف.

وكما جرت العادة أن البداية تكون مع صورة الغلاف، لأن الرواية مثلاً لا تبدأ أحداثها ولغتها من الفصل الأول، بقدر ما تبدأ ملامحها وأحداثها من غلاف الرواية، فالغلاف هو العتبة الرئيسة للولوج إلى عوالم السرد الداخلية. وهذه العوالم السيميائية لا تختلف رؤية وتأويلا عما ذهب إليه الناقد “أمبرتو إيكو”[42] وكذلك “روبرت شولز”[43]، التي نفهم من خلالها الغايات المقصودة وغير المقصودة من تشكل النص السردي ككل، ونفهم كذلك الدلالة الحقيقية والمجازية في آن واحد، لأنه في الشكل البصري المرسوم تتشكل الرؤى الذهنية واللغة المتخيلة، والذي تحاول أن تثيره العبارات اللغوية والأشكال البصرية معًا، لتتكون لدى المتلقي حواس التمييز بين الأنواع المختلفة للصورة في علاقاتها بالواقع الاجتماعي والنفسي والثقافي وفي علاقاتها الأخرى المرتبطة بالرمزي والأسطوري والإيحائي.

وتبدو أهمية الغلاف البصري “الصورة” في الرواية النسوية من خلال طرحها للتساؤلات، التي من بينها، على سبيل المثال: هل هناك غلاف أنثوي/نسوي خاص يسم الروايات النسائية السعودية بالهوية الأنثوية؟ وهل حرصت الروائيات مثلاً على أن تكون صورة الغلاف معنيةً بخطابهن الأنثوي وبقضيتهن النسوية؟ وهل هناك إعداد مسبق ومُتقن لغلاف معيّن من فنانة تشكيلية لتكمل ما كتبته الروائية أم أن الأمر متروك لتصميمات واختيارات دور النشر؟

وعبر هذه التساؤلات وغيرها نستطيع أن نطرح شيئًا من ذلك عبر أمثلة مختارة كي تجيب لنا ولو من بعيد عن تلك الأسئلة والرؤى، لأن القيمة الكبرى التي تقوم عليها الكتابات النسوية تجيء من خلال طريقتهن السردية والبصرية معًا في رسم الخطاب وتمثل دوره المعلن والضمني، أي أن يكون الغلاف مثلا هدفًا أنثويًا، يحمل في طيّاته ملامح الحرية والجرأة وثقافة الجسد مع تغييب واضح وصريح للسلطة الذكورية المهيمنة، وألا يكون الغلاف مجرد إشارة رمزية عابرة لصورة عابرة لا صلة لها بالمحتوى/المضمون السردي، وليست لها أية علاقة بالخطاب والقضية النسوية المتعلقة بهوية الكاتبة.

يبرهن غلاف رواية “خاتم” لرجاء عالم في شكله البصري عبر الشكل المرسوم على الخطاب الأنثوي وذلك من خلال رسمه هيئة جسد أنثوي من خلال وجود اللباس وغياب الجسد حقيقة. فالشخصية الأنثوية “خاتم” بطلة الرواية تظهر من خلال الغلاف عبر رؤية شبحية تهيمن عليها لغة عدم الوضوح، وإنها أشبه بحقيقة الجسد المزدوج للشخصية داخل أحداث الرواية. ومن جهة أخرى، يدل هذا النوع من القماش الذي تظهره رسمة الغلاف من لباس أنثوي جاء مرتبطًا بالتراث العربي، إذ كانت النسوة يلبسنه في منطقة الحجاز إبان العهد العثماني، والمثير للدهشة أن هذا العصر العثماني هو الزمن السردي الذي تحيك وتحكي أحداثه الرواية.

وفي أغلفة أخرى للروائية نفسها، تجيء كائنات غريبة وعجيبة أشبه ما تكون بكائنات ممسوخة تجمع ما بين الآدمي والحيواني، وهو ما يمكن أن نجده في رسوم أغلفة روايات “سيدي وحدانه” و”مسرى يا رقيب” و”حُبّى”، التي جميعها أخذت خطًا بصريًا مشابهًا من حيث الفكرة والمضمون البصري. إن اتحاد وتعاون الروائية رجاء عالم مع أختها الفنانة شادية عالم -في رسم معظم أغلفتها- ساعد كثيرًا على تشكّل الخطاب الأنثوي بينهما وتضافر العلاقة بين الرسم والسرد.

وفي الطبعة الثالثة لغلاف مختلف عن الطبعة الأولى لرواية “هند والعسكر” لبدرية البشر، تجيء صورة الغلاف عبارة عن رسمة لفتاة حاسرة شعر الرأس بملبس لا صلة له بثقافة ومجتمع الشخصية داخل الرواية، ويطغى اللون الأحمر بدرجاته على أجواء الغلاف ليعطي صورة الإغراء والإغواء، وهذا الغلاف يعارض الغلاف في طبعته الأولى، الذي برزت فيه صور لنساء محجبات لابسات العباءة.

وفي الطبعتين الثانية والثالثة لرواية “لم أعد أبكي” لزينب حفني، تُظهر صورة الغلاف امرأة جالسة بطريقة كئيبة، تبدو من بعيد، واضعة يديها على وجهها، مستسلمة للظلام المهيمن. وهذه الصورة التي ظهرت في الطبعتين الأخيرتين لم تكن ذات اهتمام ملحوظ في الطبعة الأولى، التي أظهرت بلونها البنفسجي المتدرج رسمة فقط لصورة العين من حوله سياج دائري جاء مانعًا للدموع. ويجيء اهتمام الروائية زينب حفني بالخطاب الأنثوي في أغلفة رواياتها واضحًا أيضًا في روايتها الأخيرة “وسادة لحبك” الصادرة في 2011م[44]، إذ جاءت صورة الغلاف لامرأة واقعية كان اللون الأسود مهيمنًا مع لون أصفر للخط كنوع من السوداوية والإحساس بالكآبة وتشتت المصير، كما جاءت كلمة جنس “رواية” وشمًا بارزًا على كتفها اليمنى.

وهذا التضارب والاختلاف الذي أصاب صور بعض الأغلفة وعمِلَ على تشتتها ما بين طبعة أولى وطبعة ثانية وثالثة أخرى -والذي يتضح في عدم حفاظها وبقائها على غلاف واحد- ساعدَ على اضطراب الخطاب. وهو ما نجده في معظم تلك الروايات، وهذا الاختلاف يمثل تشتيتًا بصريًا لحقيقته النصية، لأن تغيير صورة الغلاف هو أشبه بتغيير داخلي لمضمون نص الرواية، واختلاف آخر لأفق التلقي وفلسفته الجمالية.

خاتمة البحث

ومن أبرز نتائج هذه الدراسة: حرص الروائية السعودية على اختيار عناوين رواياتها، ارتبطت أغلب عناوين الروايات النسائية السعودية بالهوية الأنثوية، واشتملت العناوين على العديد من الاتجاهات الفنية للسرد. وظهر تركيز الروائيات السعوديات على العناوين ذات الاتجاه: الرومانسي والاجتماعي، وبرز دور الشخصية البطلة من العنوان إلى المتن، وغلبت العناوين المركبة على العناوين المفردة. كما ظهرت أغلفة بعض الروايات النسائية متصلة بمضمونها الداخلي وهويتها الأنثوية. وهذه النتائج وغيرها لتؤكد أن ثمة خطابًا أنثويًا مشتركًا بين الروائيات السعوديات استطاعت أن تكشفه وتبرزه عتبة العناوين.

قسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة الطائف، المملكة العربية السعودية.

[1] بلال، عبد الرزاق. مدخل إلى عتبات النص: دراسة في مقدمات النقد العربي القديم. إفريقيا الشرق: الدار البيضاء، 2000م، ص:23.

[2] مالك، رشيد. السيميائيات السردية. عمّان: دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، 2006م، ص:80.

[3] الغذامي، عبد الله. المرأة واللغة. الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، 1996م.

[4] الجهني، ليلى. جاهلية. بيروت: دار الآداب، 2007م.

[5] عالم، رجاء. حبى. الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، 2000م.

[6] حفني، زينب. ملامح. لندن: دار الساقي، 2006م.

[7] الخميس، أميمة. البحريات. دمشق: دار المدى، 2006م.

[8] الخميس، أميمة. الوارفة. دمشق: دار المدى، 2008م.

[9] الغانم، نورة حمد. دمعة على خد الزمن.  الرياض: 2005م.

[10] الغامدي، نورة. وجهة البوصلة. عمّان: المؤسسة العربية للدراسات، 2002م.

[11] الماجد، هاجر. أرواح الظلام. بيروت: منتدى المعارف، 2013م.

[12] حجازي، هناء. مختلف. بيروت: جداول للطباعة والنشر، 2012م.

[13] الغانم، نورة. دمعة على خد الزمن.

[14] البحراني، زينب. هل تسمح لي أن أحبك؟. المنامة: مؤسسة الدوسري للثقافة والإبداع، 2013م.

[15] حفني، زينب. هل أتاك حديثي؟. عمّان: المؤسسة العربية للدراسات، 2012م.

[16] عبد الرحمن، ندى. لماذا تغيب؟. السعودية: نادي الأحساء الأدبي، 2012م.

[17] البازعي، سعد. ثقافة الصحراء، دراسات في أدب الجزيرة العربية المعاصرة. الرياض: مكتبة العبيكان، 1991م.

[18] الشنطي، محمد صالح. فن الرواية في الأدب العربي السعودي. جازان: النادي الأدبي بجازان، 1990م.

[19] ديب، محمد السيد. فن الرواية في المملكة العربية السعودية بين النشأة والتطور، ط2. القاهرة: المكتبة الأزهرية للتراث، 1995م.

[20] العليوي، سارة. سعوديات. البحرين: دار فراديس، 2006م.

[21] الصانع، رجاء. بنات الرياض. لندن: دار الساقي، 2005م.

[22] إبراهيم، فايزة. بنات من الرياض. الرياض: 2006م.

[23] يمكن الرجوع إلى العديد من المقالات مثل: بنات الرياض.. أسباب الإثارة والشهرة لـ عبد الله ناصر الداوود، جريدة الرياض، الخميس 2 فبراير 2006م، ع13737، وانظر: «بنات الرياض» من الجدل المحلي إلى الاحتفاء العالمي لـ محمد صادق دياب، جريدة الشرق الأوسط، الأحـد، 27 يوليو 2008م، ع10834.

[24] العواد، فاطمة. أنثاه. بيروت: دار الفارابي، 2013م.

[25] لحمداني، حميد. كتابة المرأة من المونولوج إلى الحوار. الدار البيضاء: الدار العالمية للكتاب، 1993م.

[26] معتصم، محمد. المرأة والسرد. الدار البيضاء: دار الثقافة، 2004م.

[27] العواد، فاطمة. أمل بيأس. المنامة: دار فراديس للنشر، 2011م.

[28] صدرت رواياتها في الستينيات وبداية السبعينيات الميلادية.

[29] صدرت في عام 1995م.

[30] يذكر أنها أول رواية سعودية يتم تحويلها إلى (مانجا Manga)؛ أي قصص مصورة.

[31] الشنطي، محمد صالح. الأدب العربي الحديث. حائل، دار الأندلس للنشر والتوزيع، 1996م، ص:408.

[32] عالم، رجاء. طوق الحمام، الدار البيضاء. المركز الثقافي العربي، 2010م.

[33] ابن حزم. طوق الحمامة في الألفة والألاف، تحقيق الطاهر أحمد مكي. القاهرة: دار المعارف، 1975م.

[34] مدني، سارة طارق. الجرائم الخفية. بيروت: الدار العربية للعلوم، 2013م.

[35] آل عمرو، فاطمة. اغتيال صحفية. بيروت: دار طوى للثقافة والنشر، 2013م.

[36] الهذلول، آلاء. الانتحار المأجور. لندن: دار الساقي، 2004م.

[37] عالم، رجاء. موقد الطير. الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، 2002م.

[38] العلي، عبير. الباب الطارف. بيروت: دار طوى، 2012م.

[39] النشمي، أثير. في ديسمبر تنتهي كل الأحلام. بيروت: دار الفارابي، 2011م.

[40] برنس، جيرالد. المصطلح السردي، تر: عابد خزندار. القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، 2003م، ص:62.

[41] مرتاض، عبد الملك. في نظرية الرواية: بحث في تقنيات السرد. الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1998م، ص:256.

[42] إيكو، أمبرتو. العلامة تحليل المفهوم وتاريخه، تر: سعيد بنكراد. بيروت: المركز الثقافي العربي بالاشتراك مع مشروع كلمة للترجمة، 2007م.

[43] شولز، روبرت. السيمياء والتأويل، تر: سعيد الغانمي. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات، 1994م.

[44] حفني، زينب. وسادة لحبك. لندن: دار الساقي، 2011م.

المصادر والمراجع

  • إبراهيم، فايزة. بنات من الرياض. الرياض: 2006م.
  • ابن حزم. طوق الحمامة في الألفة والألاف، تح: الطاهر أحمد مكي. القاهرة: دار المعارف، 1975م.
  • آل عمرو، فاطمة. اغتيال صحفية. بيروت: دار طوى للثقافة والنشر، 2013م.
  • إيكو، أمبرتو. العلامة تحليل المفهوم وتاريخه، تر: سعيد بنكراد. أبوظبي: المركز الثقافي العربي بالاشتراك مع مشروع كلمة للترجمة، 2007م.
  • البازعي، سعد. ثقافة الصحراء: دراسات في أدب الجزيرة العربية المعاصرة. الرياض: مكتبة العبيكان، 1991م.
  • البحراني، زينب. هل تسمح لي أن أحبك؟. المنامة: مؤسسة الدوسري للثقافة والإبداع، 2013م.
  • برنس، جيرالد. المصطلح السردي، تر: عابد خزندار. القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، 2003م.
  • البشر، بدرية. غراميات شارع الأعشى. لندن: دار الساقي، 2013م.
  • البشر، بدرية. هند والعسكر. بيروت: دار الآداب، 2006م.
  • بلال، عبد الرزاق. مدخل إلى عتبات النص: دراسة في مقدمات النقد العربي القديم. الدار البيضاء:  إفريقيا الشرق، 2000م.
  • بنكراد، سعيد. السيميائيات: مفاهيمها وتطبيقاتها. اللاذقية: دار الحوار، 2005م.
  • جريدي، سامي. الرواية النسائية السعودية: خطاب المرأة وتشكيل السرد، ط1. بيروت: مؤسسة الانتشار العربي،2007م.
  • الجهني، ليلى. الفردوس اليباب. ألمانيا: دار الجمل، 1999م.
  • الجهني، ليلى. جاهلية. بيروت: دار الآداب، 2007م.
  • حجازي، هناء. مختلف. بيروت: جداول للطباعة والنشر، 2012م.
  • حفني، زينب. لم أعد أبكي. لندن: دار الساقي، 2003م.
  • حفني، زينب. ملامح. لندن: دار الساقي، 2006م.
  • حفني، زينب. هل أتاك حديثي؟. عمّان: المؤسسة العربية للدراسات، 2012م.
  • حفني، زينب. وسادة لحبك. لندن: دار الساقي، 2011م.
  • حليفي، شعيب. هوية العلامات في العتبات وبناء التأويل. الدار البيضاء: دار الثقافة، 2004م.
  • الخميس، أميمة. البحريات. دمشق: دار المدى، 2006م.
  • الخميس، أميمة. الوارفة. دمشق: دار المدى، 2008م.
  • الخميس، أميمة. مسرى الغرانيق في مدن العقيق. لندن: دار الساقي، 2017م.
  • ديب، محمد السيد. فن الرواية في المملكة العربية السعودية بين النشأة والتطور، ط2. القاهرة: المكتبة الأزهرية للتراث، 1995م.
  • سالم، زهراء. دانة. القاهرة: دار العنقاء للنشر والتوزيع، 2021م.
  • سعد، رحاب. ألف امرأة في جسدي. دبي: دار الأدب العربي للنشر، 2016م.
  • السليمان، منيرة ناصر. أمي جاءت. الرياض: دار رواية، 2010م.
  • الشنطي، محمد صالح. الأدب العربي الحديث. حائل: دار الأندلس للنشر والتوزيع، 1996م.
  • الشنطي، محمد صالح. فن الرواية في الأدب العربي السعودي. جازان: النادي الأدبي بجازان، 1990م.
  • شولز، روبرت. السيمياء والتأويل، تر: سعيد الغانمي. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات، 1994م.
  • الصانع، رجاء. بنات الرياض. لندن: دار الساقي، 2005م.
  • عالم، رجاء. حبى. الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، 2000م.
  • عالم، رجاء. خاتم. الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، 2001م.
  • عالم، رجاء. طوق الحمام. الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، 2010م.
  • عبد الرحمن، ندى. لماذا تغيب؟. السعودية: نادي الأحساء الأدبي، 2012م.
  • العلي، عبير. الباب الطارف. بيروت: دار طوى، 2012م.
  • العليان، قماشة. أنثى العنكبوت، ط4. الدمام: دار الكفاح، 2003م.
  • العليان، قماشة. بكاء تحت المطر. الدمام: دار الكفاح، 2004م.
  • العليوي، سارة. سعوديات. البحرين: دار فراديس، 2006م.
  • العواد، فاطمة. أنثاه. بيروت: دار الفارابي، 2013م.
  • الغامدي، نورة. وجهة البوصلة. عمّان: المؤسسة العربية للدراسات، 2002م.
  • الغانم، نورة حمد. دمعة على خد الزمن. الرياض: 2005م.
  • الغذامي، عبد الله. المرأة واللغة. الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، 1996م.
  • لحمداني، حميد. كتابة المرأة من المونولوج إلى الحوار. الدار البيضاء: الدار العالمية للكتاب، 1993م.
  • الماجد، هاجر. أرواح الظلام. بيروت: منتدى المعارف، 2013م.
  • مالك، رشيد. السيميائيات السردية. عمّان: دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، 2006م.
  • مدني، سارة طارق. الجرائم الخفية. بيروت: الدار العربية للعلوم، 2013م.
  • مرتاض، عبد الملك. في نظرية الرواية: بحث في تقنيات السرد. الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1998م.
  • معتصم، محمد. المرأة والسرد. الدار البيضاء: دار الثقافة، 2004م.
  • النشمي، أثير. في ديسمبر تنتهي كل الأحلام. بيروت: دار الفارابي، 2011م.
  • الهذلول، آلاء. الانتحار المأجور. لندن: دار الساقي، 2004م.
    تحميل المقالة